يعاني بعض النساء من تغيرات مزاجية مرتبطة بتغيرات الطقس، وهو ما يُعرف بالاضطراب العاطفي الموسمي.
يتميز هذا الاضطراب بظهور أعراض الاكتئاب الخريفي والشتوي خلال فصول السنة التي تكون فيها الأيام قصيرة والطقس غائماً وممطراً. ويشمل هذا التأثير تغيرات في النوم، والشهية، والطاقة، والمزاج العام.
على الرغم من أن الطقس يمكن أن يؤثر في حالة المزاج للنساء، فإنه يجب أن نذكر أن الحالة المزاجية للفرد تعتمد أيضاً على عوامل أخرى، مثل العوامل الوراثية والاجتماعية والنفسية. لذا، يجب أن نكون حذرين في العموم عند الحديث عن الطقس وتأثيره في الحالة المزاجية للمرأة؛ حيث إن تجربتها الشخصية قد تختلف عن تأثيرات الطقس في الآخرين.
هناك دلائل على وجود تأثير موسمي في حالة المزاج للمرأة؛ إذ يشير البعض إلى وجود علاقة بين تغيرات المزاج والفصول الأربعة؛ حيث يمكن أن تؤثر التغيرات الموسمية في الطقس والضوء في النمط الحيوي والهرمونات والمخاطر النفسية.
تشير الأبحاث إلى أن بعض النساء يمكن أن يعاني من تغيرات في المزاج والشعور بالاكتئاب والقلق خلال فصل الشتاء، وهو ما يُعرف بـ "اضطراب الاكتئاب الموسمي". ويُعزى هذا التأثير جزئياً إلى الانخفاض في مستويات الضوء، وتغيرات في نسبة الهرمونات، مثل الميلاتونين والسيروتونين، التي تؤدي دوراً في تنظيم المزاج والشعور بالسعادة والراحة.
يمكن أن يتسبب التغير المناخي في زيادة التوتر والقلق بسبب الأحداث المتطرفة، مثل الفيضانات والعواصف والجفاف. كما يمكن أن تتأثر الحالة المزاجية للمرأة بسبب التغيرات في المناخ، وتأثيرها في البيئة والمجتمع.
وهناك بعض الدراسات الذي يشير إلى وجود ارتباط بين التغيرات المناخية الشديدة وتأثيرها في الحالة المزاجية للنساء؛ حيث يعد التغير المناخي مصدراً للتوتر والقلق للعديد من الناس، وخاصةً عندما يرتبط بظواهر مثل العواصف الشديدة والأعاصير التي يمكن أن تسبب دماراً كبيراً. وقد تؤثر هذه الأحداث الطبيعية القوية في الحالة المزاجية للنساء، بما في ذلك الشعور بالقلق، والاكتئاب، والاكتئاب الموسمي، والاكتئاب ما بعد الصدمة.
ويشير بعض الدراسات إلى أن النساء قد يكنَّ أكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي في الصحة العقلية من الرجال، ويمكن أن يكون لديهن استجابة أكثر حساسية للأحداث القاسية المرتبطة بالطقس. قد يرتبط هذا بالعديد من العوامل، بما في ذلك الاختلافات الهرمونية والاجتماعية والثقافية. وللحفاظ على الصحة العقلية خلال فترات التغير المناخي الشديد، يُنصَح بالتواصل مع الأشخاص المقربين.
وقد يؤدي القلق المتزايد بشأن تغير المناخ إلى زيادة حدة التوتر والاكتئاب لدى النساء وكذلك لدى الرجال. وقد يتسبب القلق المزمن بشأن تغير المناخ في الشعور بالعجز، وعدم القدرة على تحقيق تأثير إيجابي فعلي. قد تتعرض النساء لمشاهدة صور مروعة لتأثيرات التغيرات المناخية في البيئة والحياة البرية؛ ما يؤثر في حالتهن العاطفية والنفسية.
وللتعامل مع هذه القضايا، يُنصَح بأن يلتفت الناس إلى الاهتمام بصحتهم العقلية والعاطفية، وأخذ الوقت لمناقشة هذه القضايا، والتواصل مع الآخرين.