نعلم أنّ التّربية في المنزل لها دور أساسيّ في نشأة الأبناء، وبالتّالي تلعب دوراً أساسيّاً في نسبة الطّلاق والزّواج في المستقبل، وكذلك وُجِدَ أنّ التّركيبة العاطفيّة لكلّ من الرّجل والمرأة وجهل كلّ طرف للآخر يلعب دوراً بارزاً في ذلك، فمن الطّبيعي أن يختلف كلّ منهما في التّركيبة العاطفيّة، فالوصلات العصبيّة في الدّماغ عند الرّجل الّتي لها علاقة بالمنطق أدقّ عنده من الوصلات العصبيّة الّتي لها علاقة بالعاطفة، وبذلك نجد أنّ الرّجل منطقيّ أكثر منه عاطفيّ، والعكس صحيح عند المرأة فالوصلات العصبيّة العاطفيّة أدقّ منها عند الرّجل، فهناك اختلافات بين كلّ منهما، فالرّجل يمتلك قدرة على التّفكير بالّلاشيء، أي عندما ترى الزّوجة زوجها شارد الذّهن وتسأله بما يفكّر وتكون إجابته بأنّه لا يفكّر بشيء، وهذا صحيح، فالرّجل قد لا يفكر بشيء لأنّ من طبيعته أن يشرد بالّلاشيء، وأيضاً تختلف المرأة عن الرّجل، إذ لديها حبّ الامتلاك، بغضّ النّظر عن العلاقات الّتي لا تكون امتلاكاً، إنّما العلاقات إضافات، إذ تنتهي العلاقة عندما تنتهي الإضافة، والّذي لا يعلمه بعض الرّجال أنّ المرأة عبارة عن كتلة مشاعر، تحتاج لمكان ومساحة لتُخرج ما بداخلها من طاقة معاكسة، أي طاقة ذكوريّة، سواء أكان هذا الرجل أباً أم أخاً أم زوجاً أم عماً إلخ، وكذلك الرّجل لا يعلم عن المرأة أنّه مهمّ في حياتها كثيراً، ولكنّه ليس أساسيّاً، فالمرأة الّتي يتوفّى زوجها تكمل الحياة من دون زواج آخر، ونراها تربّي أطفالها على عكس بعض الرّجال.
وإذا بحثنا عن الأخطاء الشّائعة الّتي توجد في بداية الزّواج، والتي من الممكن أن تؤدّي إلى الطّلاق ألا وهي تدخّلات الأهل بالزّوجين، فكلّ من الزّوجين انتقل من أسرة لأسرة، ومن الطّبيعيّ أن تختلف الأمور عليهما، ولا بدّ لهما أن يعلما ذلك ويضعا حدوداً لتدخّل الآخرين بهما وبأمورهما الخاصّة، ولتكن حياتهما مبنيّة على التّفاهم والتّشاور والأخذ بالرّأي، وبذلك يتعوّد كلّ منهما على شريكه ويفهم طبعه ووجهات نظره، وهناك ثلاثة أشياء لا بدّ من وجودها وهي الحوار والثّقة والاحترام، وكلّ عامل من هذه العوامل له دور أساسيّ، إضافة للتّسامح وتفهّم شخصيّة كلّ منهما وأيضاً تفهّم بعضهما وليس فهم الآخر، لأنّ الفهم يختلف عن التّفهّم، فمتى دخلت التّاء دخلت المشاعر وعلم كلّ شريك طبيعة شريكه وتأقلم كلّ منهما مع الآخر وتقبّله.
لذا لا بدّ من طرق لحلّ المشاكل إن حصلت، ولتعلم المرأة أنّ بعض الرّجال لا يحبون المواجهة على عكس المرأة الّتي تبغي حلّ المشكلة في لحظتها، وهذا عامل أساسيّ يجب أن يعرفه كلّ طرف عن الآخر.
نستنتج ممّا سبق أنّ الذّكاء العاطفيّ ومعرفة طبيعة الطّرف لشريكه وإدراك شخصيّته سيجعل حياتهما سعيدة بعيدة عن المشاكل، وبالتّالي بناء أسرة سعيدة ناجحة.