عرضت مساحةُ العُلا للتصميم مبادراتِ تصميمٍ حديثةً، استوحتها من الأهميَّةِ الماديَّة للمدينةِ في ميدياتيكا سانتا تيريزا بقلبِ بريرا، حي التصميمِ التاريخي في ميلانو. وتضمَّن المعرضُ أعمالَ تصميمٍ من نتاجِ مشروعاتٍ حديثةٍ، تمَّ إطلاقها بوجهةِ التصميمِ المزدهرةِ في العُلا، وهي واحةٌ ثقافيَّةٌ، تحملُ خططاً طموحةً في مجالِ التصميمِ والصناعات الإبداعيَّة. واشتملت الأعمالُ المعروضةُ على تصاميمَ للدكتورة زهرة الغامدي، وكريستيان موهاديد، واستديو تك (ميريا لوزراجا وأليخاندرو موينو)، وتكنوكرافت، وليو أورتا، واستديو رو ماتيريال، ولين عجلان، وهول هاوس، وبحريني دينش.
"أعمال لا تجسد جمالية التصاميم الناشئة في العلا فحسب، بل تعبّر عن الإلهام والحوار المستمر الذي توفره وجهتنا لمجموعة واسعة من الثقافات"
نورا الدبل
أفادت نورا الدبل، المديرةُ التنفيذيَّة للفنونِ والصناعاتِ الإبداعيَّة في الهيئةِ الملكيَّة لمحافظة العُلا، بأن «النموّ في مبادراتِ التصميمِ لدينا، يعكسُ التطوُّرَ المستمرَّ للعُلا بوصفها مركزاً للتصميمِ والفنون التقليديَّة والابتكار»، وقالت: «تحتفي المبادراتُ بالتراثِ الثقافي، والموادِّ المحليَّة، والتاريخِ الطبيعي للمنطقة، وتمَّ اختيارُ تلك الأعمالِ تحديداً، لأنها تجسِّدُ جماليَّة التصاميمِ الناشئةِ في العُلا، وتعبِّرُ أيضاً عن الإلهام، والحوارِ المستمرِّ الذي توفره وجهتنا لمجموعةٍ واسعةٍ من الثقافاتِ والتخصُّصاتِ الفنيَّة». وتعكسُ مساحةُ العرض، التي تمَّ تصميمها من قِبل الشركةِ المعروفة كلاود واستديو سابين مارسيليس، طبيعةَ منطقةِ العُلا بوصفها مركزاً للثقافةِ والإبداعِ والروايات. وجرى تصميمُ المساحةِ حول مفهومِ الضوء، حيث تمثِّلُ الأسطوانةُ المركزيَّة شمساً مثاليَّةً، تنيرُ الغرفةَ الرئيسة، بينما تغطي ألواحُ الصوفِ المكانَ، وتعكسُ رحلةَ الضوءِ الخاصَّةَ بالشمسِ المركزيَّة. في حين تعبِّرُ النقاطُ المنتشرةُ على الأرضِ عن النقوشِ التقليديَّة الموجودةِ بشوارعِ البلدةِ القديمة في العُلا. أمَّا المجلسُ، الذي صمَّمه هاوس داري، فيدعو الزوَّارَ إلى الاسترخاءِ، والتواصلِ مع بعضهم، حسبما أكد كلاود واستديو سابين مارسيليس، وقال: «العُلا مكانٌ ساحرٌ على مستوياتٍ عدة، فقد ألهمت المدينةُ بتاريخها العريقِ، والتحوُّلاتِ التي شهدتها أخيراً الكثيرين، ليحلموا، ويبدعوا». مضيفاً: «تعدُّ مساحةُ العُلا للتصميم في ميلانو فرصةً للكشفِ عن أحدثِ المبادراتِ التصميميَّة التي تمَّ إنتاجها في المدينةِ من قِبل مصمِّمين، تعاونوا مع حِرفيين محليين خلال الأشهرِ السابقة. بالنسبةِ لهذا المعرض، كان هدفنا أن نخلقَ منصَّةً، لا تكتفي بعرضِ مجموعةٍ مختارةٍ من الأعمالِ النهائيَّة فحسب، بل وتقدِّمُ أيضاً العمليَّةَ الإبداعيَّةَ التي تقفُ وراءها». والأعمالُ التصميميَّة التي تمَّ عرضها العام الجاري، هي إصداراتٌ لمدرسةِ الديرة بإشرافِ القيِّم سامر يماني، وإقامة العُلا للتصميم بإشرافِ القيِّم علي إسماعيل كريمي.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
الأعمال من إقامة العلا للتصميم
تآكلاتٌ غريبةٌ: هو مقعدٌ، وسلسلةٌ من الكراسي من تصميمِ الفنَّانِ المقيمِ في باريس ليو أورتا. تقومُ هذه الإبداعاتُ بطمسِ الحدودِ بين فنِّ النحتِ، والأشياءِ اليوميَّة، وقد استوحى أورتا، باستخدامِ الطوبِ اللبن وحديدِ التسليحِ والقش، من الهندسةِ المعماريَّة في العُلا، والجيولوجيا الفريدةِ للمنطقة، إذ تعيدُ هذه الأشكالُ ذاكرةَ تآكلِ البازلت والحجر الرملي الناتجِ عن الرياحِ والمياه، فمن خلال الجمعِ بين الجيولوجيا، والهندسةِ المعماريَّة، والتصميم، يعملُ أورتا على سدِّ الفجوةِ بين تلك التخصُّصاتِ المتنوِّعة.
من الركام: مجموعةُ أعمالٍ من تصميمِ استديو رو ماتيريال، من غرب الهند. تتكوَّنُ المجموعةُ، المستوحاةُ من الأدواتِ المحليَّة التاريخيَّة، من أحجارٍ منحوتةٍ، وفوانيسَ، وقطعٍ معدنيَّةٍ مصنوعةٍ من موادَّ محليَّةٍ من الواحة. تبحثُ هذه القطعُ في العلاقةِ بين الحِرفِ اليدويَّة، والأيدي العاملةِ في العُلا، كما تعيدُ إحياءَ الأدواتِ التاريخيَّة بشكلٍ جديدٍ، بحيث يُلقي الضوءَ على أهميتها في حياتنا اليوم.
تكي: منصَّةٌ نموذجيَّةٌ من تصميمِ المهندسةِ المعماريَّة لين عجلان من جدة، المملكة العربيَّة السعوديَّة. يمكن توظيفُ سطحها بوصفه مساحةً للعبِ، أو المشاركةِ والتواصل. تهدفُ عجلان من خلال هذا العملِ إلى إعادةِ تصوُّرِ التقاليدِ الاجتماعيَّة القديمةِ المتمثِّلة في التجمُّعِ، وقضاءِ وقتِ الفراغ. كذلك تشجِّعُ الجماهيرَ على إعادةِ التفكيرِ في شكلِ المساحاتِ الاجتماعيَّة التي نستخدمها للتواصلِ والترابطِ المجتمعي، بما يساعدُ في تيسيرِ اللعبِ في الوقت نفسه.
هاوس داري: نظامُ جلوسٍ من تصميمِ هول هاوس المعماريَّة الفرنسيَّة. يعيدُ النظامُ النظرَ في الوسائدِ التقليديَّة، والتكايا، والديوان، وهي جزءٌ لا يتجزَّأ من الحياةِ الاجتماعيَّة في العُلا. تقدِّم هول هاوس في هذا العملِ منظوراً جديداً للأشياءِ اليوميَّة، وتعيدُ توظيفها بأسلوبٍ يمنحُ الهويَّة الجماعيَّة في العُلا شكلاً جديداً.
السطح: هو فاصلٌ مرنٌ مصنوعٌ من الفولاذِ المقاومِ للصدأ من تصميمِ استديو Bahraini Danish. يمكن استخدامُ هذا العملِ التركيبي آليةً للتواصلِ بين الجماهيرِ المختلفة، وتوظيفه شاشةً، أو ستارةً، أو حاجزاً، ليعملَ وسيطاً بين الموادِّ، والمساحاتِ، والطبوغرافيا المتعدِّدة.
يمكنك أيضًا التعرف على الفائز بجائزة العلا للتصميم إسماعيل حطيط
عن إقامة العُلا للتصميم
يشملُ المعرضُ أيضاً نماذجَ أوليَّةً من أوَّلِ إقامةٍ للتصميم في العُلا. ويجمعُ برنامجُ إقامة العُلا للتصميم المصمِّمين، والخبراءَ للعملِ بالموقعِ لمدة خمسةِ أشهرٍ في العُلا عبر تخصُّصاتٍ متعدِّدةٍ مثل تطويرِ البنيةِ التحتيَّة، والتصميمِ المعماري، والبحثِ في تدخُّلات الفضاءاتِ العامَّة والأثاثِ الحضري، والاستدامةِ، وموادِّ البناءِ المحليَّة. وتشملُ ممارساتُ التصميمِ المشاركةُ في النسخةِ الأولى من الإقامة تحت إشرافِ القيِّم علي إسماعيل كريمي: لين عجلان من المملكةِ العربيَّة السعوديَّة، بحريني دينش من البحرين والدنمارك، هول هاوس من فرنسا، استديو ليو أورتا من فرنسا، واستديو رو ماتيريال من الهند.
الأعمال المعروضة من إصدارات مدرسة الديرة
الغراميل: الأعمدةُ الساحرةُ. تستوحي الفنَّانةُ السعوديَّة الدكتورة زهرة الغامدي عملها من الأعمدةِ الحجريَّة في الغراميل، حيث عملت على إعادةِ صياغتها باستخدامِ الجلدِ المطرَّز بزهورِ البابونج، لتحتفي بالتنوُّعِ البيولوجي الفريدِ الذي يحيط بالغراميل.
الواحة: ساترٌ للغرفةِ من تصميمِ كريستيان موهاديد، فنَّانٌ ومصمِّمٌ من الأرجنتين. يحتفي العملُ بصفاتِ «الخوص»، وهي عبارةٌ عن فنونِ نسجِ سعفِ النخيل، ويعدُّ تجسيداً مادياً لجوهرها، خاصَّةً عند استخدامها في مجالاتِ التصميمِ والفنون. ويستلهم العملُ تفاصيله من تموُّجاتِ الكثبانِ الرمليَّة الصحراويَّة الساحرة، والواحاتِ المزيَّنةِ بأشجارِ النخيل.
دونا: مقعدُ الكثبان. تمَّ تصميمُ وإنتاجُ العملِ من قِبل الثنائي الإسباني استديو تك، وهو مقعدٌ ومساحةٌ للاستراحةِ متعدِّدُ الاستخدامات، ومستوحى من صحراءِ العُلا الساحرة. يعكسُ شكلُ مقعد دونا تموُّجاتِ الكثبانِ الرمليَّة دون إلزامِ الجالس بأي وضعيَّةِ جلوسٍ محدَّدةٍ، ويحتوي التصميمُ على الطينِ، والأقمشةِ المعالجةِ بالصبغات الطبيعيَّة، بحيث تعكسُ الألوانُ المختارةُ تدرُّجاتِ أشعةِ الشمس الساحرةِ في العُلا.
الودية: الأصائصُ الحيَّة. من تصميم استديو التصميمِ الإسباني تكنوكرافت، وهو عبارةٌ عن نظامٍ مستقلٍّ بحدِّ ذاته، يعكسُ الدوراتِ الطبيعيَّة لواحةِ العُلا الخصبة. تمَّ صناعةُ هذه الأصائصِ باستخدام تقنيَّة الطباعةِ ثلاثيَّة الأبعاد من مادةِ السليلوز الطبيعي، إلى جانبِ تقنيَّة PURE.TECH المبتكرةِ القادرةِ على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وأقمشةِ الكتَّان المعالجةِ بالأصباغِ الطبيعيَّة، والجلودِ القابلةِ للتحلُّل الحيوي، التي تمَّ إنتاجها من فواكه وأعشابِ العُلا.
عن مدرسة الديرة وإصداراتها
قامت الهيئةُ الملكيَّة لمحافظة العُلا عام 2018 بتجديدِ مدرسةِ الديرة، أوَّلُ مدرسةٍ ثانويَّةٍ في العُلا، بهدفِ تطويرِ برامجَ في الفنونِ الحِرفيَّة والتقليديَّة للطلاب المحليين.
تعكسُ المدرسةُ التزامَ الهيئةِ الملكيَّة لمحافظة العُلا بتأهيلِ المجتمعِ المحلي، وتطويرِ مهاراتِ أفراده في الحِرف اليدويَّة، ودعمِ تطويرِ صناعةٍ إبداعيَّةٍ مستدامةٍ في الحِرف التقليديَّة والتصميم، تنقلُ الهويَّةَ الثقافيَّة والطبيعيَّة الفريدة للعُلا.
وتمَّ تطويرُ سلسلةٍ من البرامجِ في الفنونِ التقليديَّة محلياً، بالشراكةِ مع منظماتٍ دوليَّةٍ رائدةٍ، تغطي ركائزَ أساسيَّةً، هي التطويرُ المهني، التدريبُ على التصميم، الفنُّ العام، وورشُ العملِ المجتمعيَّة، وغيرها من البرامجِ.
وتعدُّ إصداراتُ مدرسة الديرة واحدةً من بين عديدٍ من المبادراتِ التي أطلقتها المدرسة.
يمكنك الاطلاع على مهرجان فنون العُلا: 10 فعاليات ومعارض لا تفوت في مهرجان هذه السنة للفنون