لتقديم فرص علمية، راقية وتناسب تغيرات المستقبل، ينفرد معهد دبي للتصميم والابتكار بمنح منهج متعدّد المسارات في التصميم، ويقدم تخصّصات مدة برنامجها أربع سنوات، تعرّف الطلاب إلى المهارات الأساسية المرئية والرقمية والمرتبطة بريادة الأعمال. وفي معرض التخرج للعام 2024 قابلنا 6 فتيات إماراتيات، خريجات تصميم منتجات استراتيجية، يقفن أمام مشاريع تخرجهن، التي ترتقي بالرؤية الفنية، وتتمرّس في تطبيق التقنيات التكنولوجية، واكتساب النهج الاستراتيجي في التطوير، من خلال مهارات اختبرنها في المعهد.
إعداد:لينا الحوراني
تصوير:غيث طنجور
كاميرا «سيدتي» في معرض خريجات المعهد، في حي دبي للتصميم، جيل من فتيات يبدو الذكاء واضحاً من قوة اختيارهن، لمشاريع مستدامة، ونجاحهن في تنفيذها، بعد أن أتاحت لهن فرصة التخرج والتأهب لسوق العمل.
فاطمة لوتاه:
مشروعي يجسد روح المجلس الإماراتي من سعف النخيل
كانت فاطمة تقف أمام منتجها، وهو عبارة عن كرسي من سعف النخيل، هذا التصميم متعدد الوظائف يتحول وفقاً لاحتياجات المستخدم، ما يسهل التفاعلات المجتمعية التي هي علامة على الحياة الاجتماعية الإماراتية، تقول فاطمة: «يبدو الكرسي عادياً، لكنه ينفصل إلى مقعد أرضي وطاولة جانبية، وبالتالي يلبي طرق الجلوس المتنوعة، ويحافظ أيضاً على الأهمية الثقافية للجلوس على الأرض بطريقة حديثة، مع المحافظة على العادات والتقاليد، حيث يستمر المجلس في أن يكون مكاناً للحكمة المجتمعية والمناقشة وسرد القصص».
سعت فاطمة لإيجاد بديل للخشب التقليدي، فلجأت إلى سعف النخيل الذي يقدم مزيجاً من الأهمية الثقافية والاستدامة، واختارت مادة Plypalm بسبب قابليتها للاستخدام في بناء الأثاث، تعلّق قائلة: «ألهمني التقاطع الديناميكي بين الثقافة والتكنولوجيا والتصميم، الذي يميز هذه المدينة النابضة بالحياة، ويضع احتياجات وتجارب الناس في طليعة تصميمها، الممزوجة بالمتطلبات الحديثة للمرونة الوظيفية والاستدامة».
تصميم فاطمة هو أكثر من مجرد قطعة أثاث؛ لأنها تمثل جسراً بين الماضي العريق والحاضر الديناميكي، وتعكس التكيف الفطري للثقافة والاحترام للمناسبات العائلية المجتمعية، مع احتضان المستقبل، تعلّق: «تصميم آلية تفكيك الكرسي لينفصل إلى قطعتين، هو الصعوبة الوحيدة التي واجهتني، حتى وصلت إلى آلية الانزلاق، فيما كانت التكلفة مرتفعة قليلاً بالنسبة لنموذج أولي أختبره».
هند توكل:
ابتكرت مساحة مجتمعية تشجع على التعلم والنمو والتواصل
استطاعت هند، أن تدخل سوق العمل قبل تخرجها، وتصبح رائدة أعمال، فهي تسعى باستمرار للبحث عن طرق جديدة لتحدي نفسها ودفع حدود الممكن.
تطلق هند على مشروعها اسم «زراعة المرونة» فهي تقترح مفهوم تصميم غابات طعام داخلية في بيئة حضرية، والتي تقدم نهجاً تحويلياً ومستداماً للزراعة، تتابع قائلة: «هي حلول قابلة للتكيف لمواجهة التحديات العالمية؛ مثل زيادة الطلب على الغذاء وتغير المناخ، من خلال محاكاة الأنظمة البيئية الطبيعية المتنوعة بيولوجياً، كما تعيد هذه المشاريع ربط المجتمع بالطبيعة وعملية إنتاج الغذاء، وتعزز روح المجتمع وتزيد الوعي بالقضايا الزراعية المستدامة، باستخدام تقنيات الري المتقدمة؛ مثل الزراعة المائية إلى ما يصل من 90% أقل من المياه مقارنةً بالزراعة التقليدية المعتمدة على التربة. تتضمن الغابة ورش عمل تعليمية تعزز الممارسات الزراعية المستدامة للكبار والصغار، وسوقاً حيث يمكن للأفراد الوصول إلى المنتجات الطازجة والمحلية وزراعتها، جانب فريد من المنشأة هو تجربة «الزراعة- الطبخ- العشاء»، والتي تشمل دروس الطهي التي تهدف إلى تعزيز نمط حياة صحي».
ثم تعلّق هند: «استلهمت فكرة Cultivating resilience عندما اكتشفت أنه يتم استيراد حوالي 85% من إنتاج الإمارات الغذائي، هذا الاعتماد يؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي في بلدنا ويزيد من بصمتنا الكربونية».
لمتابعة الموضوع على النسخة الديجيتال على هذا الرابط
لمياء العوضي:
أنشأت علاقة ديناميكية بين الاستدامة واللغة العربية
مشروع يبحث الهوية الثقافية في مجتمع يتجه بسرعة نحو العولمة، حيث تلعب اللغة الإنجليزية دوراً بارزاً كلغة مشتركة عالمية، هنا تنقل لمياء العوضي فكرتها.
نشأت لمياء، في بيئة يتردد فيها تساؤل دائم عن كيفية الحفاظ على اللغة الأم، التي تجدها شكلاً من أشكال الاستدامة، تتابع لمياء قائلة: «أثناء نشأتي في مدرسة خاصة، كانت اللغة العربية للأسف واحدة من أقل المواد إثارة للاهتمام، وكان لكل طالب هدف واحد ببساطة، هو تحقيق الحد الأدنى لأنهم ببساطة، قضوا 45 دقيقة يومياً، 4 مرات في الأسبوع، لمدة 14 عاماً، لكنهم وصلوا إلى مرحلة «أُفضِّل قائمة طعام هي باللغة الإنجليزية»، و«أفضل إجراء المقابلة باللغة الإنجليزية، من فضلك».
بعد تحديد فجوات المناهج الدراسية من خلال دراسة البحوث الموجودة، ومراقبة دروس اللغة العربية للأطفال الصغار، وجدت لمياء أنهم بحاجة لمنهج أكثر إبداعاً وجاذبية في حدود قدراتهم، ليتواصلوا مع لغتهم الأم من قلوبهم، تستدرك لمياء: «قمت بإنشاء إطار عمل يتضمن مبادئ يجب اتباعها عند إجراء المهام الممتعة داخل الفصل الدراسي، حيث تم تحليل دفاتر الطلاب وملاحظاتهم وتحديد أكثرها تكراراً، كلمات إنجليزية وإماراتية، ثم طلبت منهم أن يجتمعوا ويختاروا كلمة، ويبحثون عن الترجمة العربية الفصحى الصحيحة لها، وهكذا».
بدت لمياء متفائلة بشأن تطوير المزيد من المبادئ والأفكار باللغة العربية، وعلّقت: «صحيح أن هذه مشكلة معقدة للغاية ولن يتم حلها بين عشية وضحاها، ولكن هذا لا يعني أننا لم نقترب من إيجاد حل للحفاظ على لغتنا الأم».
سعاد الفردان:
حولت النفايات إلى منتجات جديدة وفعّالة
في ظل التحديات البيئية المتزايدة، أصبحت الاستدامة ضرورة ملحة في كل القطاعات، ومنها صناعة الأزياء، هذا ما تؤمن به سعاد الفردان، دخلت عالم التصميم في أبوظبي عندما كانت في سن 14 عاماً. اكتسبت سعاد الخبرة من والدتها المصممة لمياء الصايغ، وقد اختارت مشروعها الذي يتماشى تماماً مع التزام العلامة بالابتكار المستدام، وهو عبارة عن معالجة أزمة تلوث الميكروبلاستيك الحالية التي تواجهها محيطاتنا ومكبات النفايات، حيث يُقدّر وجود من 1.1 إلى 1.4 مليون طن من جزيئات البلاستيك في محيطاتنا، والتي من المحتمل ألا تتحلل في المستقبل القريب، وعن مشروعها تقول: «مشروعي يستخدم المواد المستدامة، ويحول النفايات إلى منتجات جديدة وفعّالة في الوقت نفسه، فقررت استخدام نفايات السمك كمواد خام لإنتاج ترتر الأزياء، ما يسهم في تقليل النفايات البلاستيكية والحد من التلوث البيئي».
واجهت سعاد بعض التحديات في تنفيذ هذا المشروع؛ مثل البحث عن تقنيات مناسبة لتحويل قشر السمك إلى ترتر بشكل فعال وآمن للبيئة، تستدرك قائلة: «أطمح إلى توسيع نطاق استخدام المواد المستدامة وتطوير المزيد من الابتكارات في هذا المجال، كما أسعى إلى نشر الوعي حول أهمية الاستدامة من خلال برامج تدريبية وتعليمية تستهدف المصممين الشباب والمؤسسات التعليمية، وأتمنى أن يتبنى المزيد من المصممين العالميين والمحليين والشركات هذه الفكرة وأن نعمل معاً لتحقيق صناعة أزياء أكثر استدامة ومسؤولية تجاه البيئة، أنا فخورة بكوني أول إماراتية تعمل على حل مشكلة تلوث الميكروبلاستيك وتعزيز الاستدامة في صناعة الأزياء».
شما الشامسي:
مشروعي يدمج بين حياة الإنسان والغزلان
تتذكر شما الشامسي، افتتانها بالتقاطع بين الإبداع والابتكار، حيث انجذبت إلى التحدي المتمثل في تحويل الأفكار إلى حلول ملموسة. تعيش شما في جزيرة السعديات ووجدت أنه من الرائع كيف تكيفت هذه الحيوانات مع البيئة الحضرية المتغيرة باستمرار في الجزيرة، وأرادت استكشاف هذا الأمر بشكل أكبر والعثور على كيفية تعزيزه وخلق توازن الأمان والتعايش بين الإنسان والغزلان.
يسعى البحث إلى تعزيز التعايش بين الإنسان والغزلان، من خلال معالجة العقبات والفرص المحتملة، بتنمية مستدامة، ليس فقط في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن على مستوى العالم، تتابع شمّا: «تقترح أطروحتي حلولاً عملية تهدف إلى تعزيز تفاعلات أكثر أماناً بين البشر والغزلان، أحد هذه الحلول هو تنفيذ تقنية ذكية لإنارة شوارع الغزلان، والتي تستخدم التعرف على الأشياء لاكتشاف الغزلان وتخفيف المخاطر المحتملة، وبالتالي ضمان سلامة البشر والحياة البرية، وكذلك إنشاء ممرات أو مسارات للحياة البرية لتزويد الغزلان بطرق آمنة للتنقل عبر الجزيرة؛ ما يقلل من احتمالية الصراعات مع البنية التحتية البشرية، أدعو للتحرير الاستراتيجي للمشهد الحضري لإثناء الغزلان عن المغامرة في الطرق والمناطق الخطرة الأخرى، وبالتالي تقليل مخاطر الحوادث وتعزيز التعايش المتناغم بين البشر والحياة البرية، أريد أن يساهم مشروعي في خلق عالم يمكن فيه للحيوانات والبشر التعايش بانسجام».
أتيحت لشما الفرصة لإجراء مقابلة مع هيئة البيئة في أبو ظبي التي زودتها برؤية قيمة ساعدتها كثيراً خلال مشروعها، تستدرك قائلة: «كنت ولا أزال مهتمة بمشاريع الاستدامة والمشاريع التي من شأنها مساعدة الآخرين، لذا آمل أن أواصل التركيز على ذلك خلال مسيرتي المهنية في التصميم».
نور الأحمد:
مشروعي ثورة لمساعدة مرضى الصرع
لدى نور الأحمد، شغف بمساعدة الناس من خلال مجال التصميم والاستدامة بأي طريقة ممكنة، لذلك اختارت مرض الصرع كموضوع لأطروحتها.
أرادت نور إنشاء منصة وخدمة يمكن تطبيقها في المجال الطبي ومساعدة المرضى في الإمارات لتحسين جودة حياتهم في التعامل مع هذا الاضطراب، تتابع قائلة: «ثورة في إدارة الصرع: هو مشروع يدمج تقنيات المنازل الذكية والأجهزة القابلة للارتداء والمجهزة بخوارزميات التعلم الآلي، وتطبيق EpiAware لتحسين الرعاية في الإمارات العربية المتحدة، حيث يقدم نهجاً تحوليا لمساعدة مرضى الصرع، مع دمج التقنيات المتقدمة ضمن إطار ثقافي؛ لأن فهم تصورات المجتمع تؤثر بشكل كبير على المشاركة في الرعاية الصحية».
يوفر التطبيق مراقبة وتنبؤات بنوبات مرضى الصرع، وينسق الاستجابة الطارئة، وما يميز هذا المشروع هو كيف يتم تخصيص الحلول التكنولوجية لتناسب السياق الثقافي والاجتماعي للإمارات، مع مراعاة مخاوف الخصوصية والوصمة المرتبطة بالصرع، من خلال ذلك، فإنه يحسن الرعاية الفردية للمرضى ويسعى أيضاً لتعليم وتغيير تصورات الجمهور حول الصرع، تعلّق نور قائلة: «أهدف إلى نهج رعاية أكثر استباقية يتمحور حول المريض؛ حيث يجمع هذا المشروع بين الأطر النظرية والبحث التجريبي، ويشارك في المناقشات الجارية حول كيفية دمج التكنولوجيا بأفضل طريقة في الممارسات الصحية بطرق حساسة ثقافياً، النتيجة المتوقعة هي نموذج يمكن تكييفه للاستخدام الأوسع في سياقات مشابهة على مستوى العالم».
مبادرة "إماراتيات منجِزات" تكرم في نسختها الثانية 23 سيدة إماراتية رائدة