مع بداية العام الدراسي وذهاب الطفل إلى المدرسة تتفاجأ الأم بأن طفلها يعود كل يوم وقد نسي معظم ما تعلمه في المدرسة، كما أنه يجد صعوبة في تذكر القليل جداً من المعلومات التي قطعها معه المعلم، ويتوقع أن يكون قد استوعب معظمها ولكن الطفل يكون ناسياً لها، وفي الوقت نفسه تبدو عليه أمارات التعب والإجهاد والإرهاق بشكل ملحوظ.
تقلق الأم من أعراض النسيان وصعوبة التذكر لدى الطفل، وكذلك علامات التعب عليه وبأنه يلهث لأقل مجهود، ولا يبدو نشيطاً ومنطلقاً وممتلئاً بالحيوية؛ مثل باقي الأطفال وتتساءل عن أسباب هذه الأعراض المقلقة خاصة مع بداية الدراسة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها باختصاصية التغذية العلاجية الدكتورة ربى عبد العزيز، حيث أشارت إلى الأسباب التي تجعل طفلك يعود من المدرسة ناسياً كل ما تعلمه ومصاباً بالإجهاد، ولديه أعراض أخرى مقلقة كصعوبة التركيز والشعور بالتعب والإرهاق وفقدان الطاقة كالآتي:

أسباب إصابة الطفل بالنسيان والإجهاد بعد المدرسة

• تلاحظ الأم أن طفلها يعود من المدرسة وقد نسي معظم ما تعلمه، كما أن الأم تجد نفسها تقوم بإعادة المعلومة عدة مرات، وكذلك تبدو عليه علامات الإجهاد إضافة لشحوب وبهتان بشرة وجهه بصورة ملحوظة، ويعود ذلك لأن الطفل يكون مصاباً بنقص عنصر الحديد في دمه، وغالباً ما يعاني الطفل من نقص مخزون الحديد أيضاً ومخزون الحديد هو عبارة عن البروتين الخاص، ويعرف ببروتين الفيريتين الذي يقوم بتخزين الحديد ويطلقه في الدم عند حاجة الدم إليه، أمّا عن أماكن وجود بروتين الفيريتين فهو في الغالب يتواجد في خلايا الجسم مع تواجد كميات قليلة جداً منه في الدم، علماً أن أعلى نسبة تركيز لبروتين الفيرترين تكون في العادة داخل خلايا كبد الإنسان وفي خلايا الجهاز المناعي.
• احرصي على قياس مخزون الحديد لدى طفلك، فبالنسبة للتلميذ في سن المدرسة أي عمر ما بين 6_ 15 سنة وقبل الدخول في مرحلة البلوغ؛ فيجب أن تكون نسبة مخزون الحديد لديه تتراوح في الحالة الصحية الطبيعية ما بين 7 - 140 نانوغرام/مليلتر من الدم، بمعنى أن الحديد يسهم بدور فعال في تطوير دماغ الطفل، وذلك منذ المرحلة الجنينية، وحيث تحتاجه الأم في غذائها وبعد ذلك يقوم الجنين بتخزين الحديد الزائد من أمه أثناء تواجده في رحمها، ويتم استفادة الرضيع من هذه الكميات الزائدة خلال الأشهر الستة الأولى من عمره أثناء الرضاعة الطبيعية، حيث يحتاج الأطفال للحديد في تصنيع الهيموغلوبين، الذي يعمل على نقل الأكسجين عبر الدم إلى جميع خلايا الجسم وبالتالي تكامل عمل أجهزتهم الحيوية.

أعراض نقص الحديد عند التلميذ

• يصاب الطفل بأعراض النسيان السريع فهو لا يتذكر ما تعلمة في المدرسة، وكذلك صعوبة التركيز إضافة لصعوبة الاسترجاع، وكل أعراض ضعف التعلم تظهر عليه بدرجة كبيرة دون أن تعرف الأم أسباب ذلك.
• يظهر على الطفل شحوب البشرة وميل جلده للبياض، ولا يبدو وجهه نضراً ومحمراً؛ مثل وجوه باقي الأطفال، وهم في مثل سنه، وحيث يفترض أن يتمتع الأطفال ببشرة وردية نضرة ومحببة.
• يبدو على الطفل التعب واللهثان لأقل مجهود بحيث لا يمتلك الطاقة للقفز واللعب؛ مثل باقي الأطفال وتسمع الأم صوت النهجان لديه والتنفس السريع وتسارع النبض.
• يشكو الطفل الصغير وعلى الرغم من صغر سنه من نوبات الصداع المستمرة، وتحاول الأم علاجه من خلال المسكنات ولكنه لا يستجيب لها، كما أنها تلاحظ أن نوبات الصداع تخف عند تقديم عصير الليمون المحلى له، ولو استمرت على ذلك فيمكن أن يتحسن؛ مما يعني أن الطفل لديه نقص في الحديد ولكن فيتامين سي المتوافر في الليمون يساعد على تحسين امتصاص النسبة الضئيلة التي تصل لدم الطفل منه.
• تشكو الأم من هشاشة الأظافر وتساقط الشعر عند طفلها بحيث تتكسر أظافره أو يقضمها بسهولة، وكذلك يبدو شعر الطفل متقصفاً وباهتاً وضعيفاً بشكل ملحوظ في حين أن الطفل الذي يكون لديه نسبة حديد طبيعية يكون شعره قوياً ولامعاً وصحياً.

تابعي أيضاً: أعراض نقص الحديد عند الأطفال وأغذية تحميهم

أهم الأصناف الغذائية المحتوية على عنصر الحديد

• قدمي لطفلك مصادر الحديد الطبيعية؛ مثل اللحوم الحمراء وحيث تحتوي على نسبة كبيرة من الحديد، وتعد مصدراً هاماً من مصادر البروتين والذي يلعب دوراً هاماً في بناء جسم الطفل بشكل عام، وبناء الدماغ بشكل خاص، كما يساعد البروتين المتوافر في اللحوم على تزويد جسم الطفل بالأحماض الأمينية، ومد جسمه بالطاقة اللازمة للدراسة والحركة، ويعمل الحديد على توصيل الأكسجين إلى مختلف أعضاء الجسم، وبالتالي فنقصه يشعر الطفل بالخمول، كما يعمل على تقوية عضلة القلب، وبناء باقي العضلات وتقوية الكتلة العضلية عامة لديه فيبدو الطفل نشيطاً وقوياً، ويمكن أن تتساءل الأم هل يفضل تقديم اللحوم لطفلك على وجبة الغداء أم وجبة العشاء؟، والاجابة الصحيحة أن تقدم في وجبة الغداء لكي يظل لدى الطفل شعور بالشبع طوال الليل.
• قدمي لطفلك الفاصوليا البيضاء خصوصاً فهي أهم أنواع البقوليات التي تحتوي على نسبة عالية من الحديد فكل 100 جرام من الفاصوليا البيضاء تحتوي على 8 ملجم من عنصر الحديد.
• احرصي على تقديم الكبد البقري لطفلك لو مرة واحدة في الأسبوع كمصدر من مصادر الحديد، وخاصة إذا ما ظهرت على طفلك أعراض نقصه، ويمكنك تقديم المحار أيضاً كمصدر بحري للحديد يمكن أن تتوافر فيه نسبة جيدة للطفل.
• احرصي على تقديم السبانخ أيضاً لطفلك، ويمكن عصر الليمون عليه، وهناك طريقة لتقديمه كنوع من السلطة، وأيضاً احرصي على تقديم الطماطم أي البندورة الطازجة وبذور القرع والبيض والعدس بالتبادل ضمن وجبات طفلك اليومية، ويضاف لها بذور الكينوا حيث يمكن رشها على السلطة، وكذلك يمكن تقديم العنب البري والشوكولاتة الداكنة.
• احرصي على تقديم المكسرات للطفل وأن تكون قليلة الملح، ويفضل أن تكون نيئة وخاصة عين الجمل أي الجوز لأن فوائد عين الجمل لزيادة ذكاء وتركيز تلاميذ المدرسة لا تعد ولا تحصى، وحيث يختص هذا الصنف بنمو دماغ الطفل وتعزيز تطوره.

أخطاء تقديم مصادر الحديد للطفل مما يقلل من فعاليته

• توقفي عن تقديم الأطعمة الغنية بالحديد لطفلك مع الشاي، حيث تعتاد الأم أن تضع أكواب الشاي مع وجبة الإفطار والتي تحتوي مثلاً على البيض الذي يعد من مصادر الحديد، وبالتالي يحدث لدى الطفل سوء وضعف امتصاص للحديد بسبب الشاي، ويفقد الطفل فوائد الحديد في طعامه، ويمكن أن يشرب الطفل الشاي بعد الوجبة بساعتين مثلاً.
• لا تقدمي لطفلك الأطعمة الغنية بالحديد مع أطعمة تحتوي على الكالسيوم على الإطلاق مثل أن تقدمي له اللحوم المشوية مع اللبن الزبادي والسلطة، فاللبن الزبادي من مصادر الكالسيوم العالية والتي تمنع امتصاص الحديد المتوافر في اللحوم.
• توقفي عن تقديم المكملات الغذائية في الوقت نفسه لطفلك، فعندما يقرر الطبيب أن يحصل الطفل على جرعة يومية من الحديد، فيجب أن يكون بينها وبين جرعة الكالسيوم ساعتان على الأقل وعدم شرب دواء الحديد على شكل نقاط مثلاً مع الحليب، ويجب أن يكون لديك صورة عامة عن المكملات الغذائية للأطفال والرضع.. فوائدها وأضرارها وتوقيت تناولها وجرعاتها، فهي في النهاية عبارة عن مواد كيميائية مصنعة يجب أن تكون لديك قواعد عند استهلاكها سواء للكبار أو الصغار.

*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.