تحتفلُ المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ في 23 سبتمبر من كلِّ عامٍ باليومِ الوطني السعودي، هذا اليومُ العظيمُ الذي يحملُ تاريخاً كبيراً، ويعدُّ مناسبةً مميَّزةً لكلِّ فردٍ من أفرادِ البلادِ، إذ يحتفلون بتأسيسِ المملكةِ، وتجديدِ الولاءِ والوفاءِ، وتستمرُّ هذه الاحتفالاتُ خمسةَ أيَّامٍ، ويتمُّ فيها تنظيمُ احتفالاتٍ متنوِّعةٍ تعبيراً عن الفخرِ بالوطنِ، والانتماءِ إليه خلال الفترةِ المخصَّصةِ للاحتفالِ بهذه المناسبةِ، حيث يتمُّ تزيينُ الشَّوارعِ والسَّاحاتِ بالأعلامِ الوطنيَّة، والزينةِ الخاصِّة باليومِ العظيمِ.
كلُّ ذلك يعكسُ روحَ الوحدةِ الوطنيَّةِ بين النَّاسِ، وكما نعلمُ فإنَّ الدُّولَ العربيَّةَ كالأخوةِ، تتشاركُ الأفراحَ والأتراحَ، وها هي مملكتنا العظيمةُ، دولةُ الإماراتِ العربيَّةِ المتَّحدةِ، تشاركُ شقيقتها السُّعوديَّة أفراحها، وذلك لأنَّ العلاقاتِ بين البلدَين، شهدت تطوُّراً في مجالاتٍ عدة، منها السياسيَّةُ، والعسكريَّةُ، والاقتصاديَّةُ لما لهما من رؤيةٍ مشتركةٍ للأهداف، كذلك تمَّ توقيعُ اتِّفاقيَّاتٍ بين الدولتَين، وتتوَّجت هذه العلاقةُ بإطلاقِ "استراتيجيَّة العزم"، متضمِّنةً رؤيةً مشتركةً لكلٍّ من البلدَين. ودائماً ما يكون هذا الاحتفالُ زاخراً بالأنشطةِ الرياضيَّةِ والألعابِ، كما يتمُّ تنظيمُ عروضٍ ناريَّةٍ مذهلةٍ، تضفي جمالاً ساحراً عليها.
وقد أسهمَ هذا الارتباطُ بين دولةِ الإماراتِ والمملكةِ العربيَّةِ السُّعوديَّةِ الشَّقيقةِ في المشاركةِ الاقتصاديَّةِ بين البلدَين، حيث تعملُ في الإماراتِ حالياً 2366 شركةً سعوديَّةً، و66 وكالةً تجاريَّةً، بينما قُدِّر عددُ المشروعاتِ بـ 206، وهذه الأعدادُ قابلةٌ للزيادةِ. ومع اقترابِ الذكرى الـ 94 لتوحيدِ المملكةِ، ستكون الإماراتُ بالتأكيدِ جنباً إلى جنبٍ مع شقيقتها السُّعوديَّةِ.
حالياً، تعملُ المملكةُ العربيَّةُ السُّعوديَّةُ على جعلِ هذه المناسبةِ مملوءةً بالعروضِ، والاحتفالاتِ المميَّزةِ بمشاركةِ فنَّانين محليين وعالميين بارزين، بينما ستقومُ دولةُ الإماراتِ بفعلِ كلِّ ما في وسعها، وستُسخِّرُ كلَّ ما تمتلكه من ذكاءٍ عاطفي لإضفاءِ أساليبِ الفرحِ كافَّةً على يومِ الاحتفال.
إن هذا الانسجامَ العظيمَ بين البلدَين، يبعثُ تفاؤلاً كبيراً في نفوسِ شعبهما، كما ينشرُ الرَّاحةَ النَّفسيَّةَ، ما ينعكسُ إيجاباً عليهما.
نستنتجُ مما سبق، أنَّ الإمارات والسُّعوديَّة شقيقتان، وتتطلَّعانِ لمستقبلٍ واحدٍ فيه كلُّ سُبلِ الاستقرارِ والتَّنميةِ والرَّخاءِ، ما ينعكسُ إيجاباً على البلدَين، بالتالي مستقبلاً زاهراً لهما على جميعِ الأصعدةِ، يصبُّ في صالحِ الارتقاءِ بجودةِ الحياةِ، وخيرِ وازدهارِ الشَّعبَين الشَّقيقَين.