يُقصَدُ بالتَّأثيرِ قوَّةٌ، يمتلكها الإنسانُ، أو يكتسبها، ليؤثِّرَ في سلوكِ الآخرين، ويتركَ فيهم أثراً معيَّناً، قد يكون سلبياً، أو إيجابياً، وما أكثر المؤثِّرين والمتأثِّرين في الآونةِ الأخيرةِ بالمطربين والمطرباتِ، أو الممثِّلين والممثِّلاتِ، أو أبطالِ الرِّياضةِ وغيرهم ممَّن ذاعَ صيتهم، وانتشرَ في مواقعِ التَّواصلِ الاجتماعي، ومثالُ ذلك أغنيةُ شيرين "أتمنى أنساك"، فهذه الأغنيةُ لاقت قبولاً كبيراً في مواقعِ التَّواصلِ الاجتماعي، لأنَّها لامست داخل بعضِ النَّاس، خاصَّةً النِّساء، فهي تصفُ حالتها، وأي حالةٍ مشابهةٍ لها. وإذا كان هذا الوصفُ صحيحاً، فيجب ألَّا يكون معمَّماً، أي تعميمُ حالةِ الأغنيةِ على جميعِ الرِّجال، وكأنَّ كلَّ الرِّجال تنطبقُ عليهم هذه الكلماتُ! أو أنَّ كلَّ الرِّجال متشابهون، وهذا أمرٌ في غايةِ الخطورة، إذ ليس كلُّ رجلٍ علاقته سامَّةٌ، فهناك رجالٌ كثرٌ، يُحسنون المعاملةَ، والعِشرةَ، ويعاملون زوجاتهم بكلِّ حبٍّ ورعايةٍ، لكنْ كثرةُ الكلامِ في الموضوعِ، يجعله وكأنَّه موضوعٌ عامٌّ، يشملُ الجميع، بالتالي نرى الكثيرات يتكلَّمن عن الرَّجلِ وكأنَّه عدوٌّ! وهنا يجبُ الانتباهُ لأمرٍ مهمٍّ، وهو أنَّ الرِّجال، ليسوا متشابهين، وأنَّ مقولةَ إن الرَّجلَ عدوُّ المرأةِ، ليست سليمةً، إذ يمكنُ أن يمرَّ المرءُ بحالةٍ معيَّنةٍ، يمرُّ بها معظمُ النَّاسِ، فحياةُ الجميعِ متشابهةٌ، فهم يعيشون على أرضٍ واحدةٍ، وتقاليدهم وعاداتهم متشابهةٌ، ومن الطبيعي أن تتشابه أمورهم، بالتَّالي ليس حِكراً على أحدٍ ما يحصلُ له، فإن أصيب أحدهم بأمرٍ صعبٍ وسيئٍ، فهذا لا يعني أنَّ الحياةَ كلّها عسرٌ، وتسيرُ في المنحى السَّلبي، بل الأمرُ متفاوتٌ بين سلبٍ وإيجابٍ، يسرٍ وعسرٍ، مرضٍ وشفاءٍ، خيرٍ وشرٍّ، والخيرُ موجودٌ لدى الجميع، ويجبُ أن نبحثَ عنه داخلنا، وليس داخل نفوسِ الآخرين، لأنَّ الواقعَ الذي نعيشه، هو انعكاسٌ لأفكارِنا ومشاعرنا، ومَن يُعدِّل أفكاره ومشاعره، يعدِّلُ واقعه للأفضل.
نستنتجُ ممَّا سبق، أنَّ البشرَ يعيشون حياةَ التَّأثير والتَّأثُّر، وقد يكون ذلك بالاتجاهِ السَّلبي، أو الإيجابي، وعلى الشخصِ الذَّكي أن يتفطَّن للاتِّجاه الإيجابي، وأن يعدِّلَ أفكاره نحوه، ليعيشَ حياةً سعيدةً، ملؤها الأملُ والتَّفاؤلُ، ليكون مؤثِّراً إيجابياً لا سلبياً في الآخرين.