mena-gmtdmp

أسباب الخلافات الزوجية المستمرة

زوجان في مناقشة حادة
زوجان في مناقشة حادة

تكاد لا تخلو أي حياة زوجية من الخلافات، فالحياة الزوجية هي رحلة مليئة بالتحديات والمسرات، تجمع بين شخصين مختلفين في طباعهما وخلفياتهما الثقافية ليعيشا تحت سقف واحد، ومع أن المشاكل والخلافات الزوجية أمر طبيعي إلى حد ما، إلا أن كثرة هذه المشاكل، خاصة عندما تبدو بدون أسباب واضحة، يمكن أن تشكل تحديًا كبيرًا للعلاقة الزوجية.

الخلافات المتكررة تحول دون الشعور بالسلام النفسي وراحة البال

زوجان كل يقف في عكس اتجاه الآخر ويبدو تباعد المسافات بينهما بسبب الخلافات الزوجية المستمرة


تقول خبيرة العلاقات الأسرية صفاء فودة لسيدتي : يواجه الزوجان تحديات وصعوبات لم يكن يتوقعانها، وهذه التحديات تمتحن قوة العلاقة ومدى استعداد الطرفين للعمل معاً لتجاوزها، فالحياة الزوجية بها الكثيرمن التحديات والمواقف والاختلافات، سواء في الثقافات والتجارب والأنماط الفكرية والتي تظهر مع مرور الوقت، وهذه الاختلافات أمر طبيعي، وتحتاج توازناً وحكمة من الطرفين، لأن الزواج علاقة سامية ويحتاج لبذل الجهد من كلا الزوجين لإنجاحها، والخلافات الزوجية المتكررة تشكل تحدياً كبيراً في العلاقات الزوجية، التي تحول دون شعورهما بالسلام النفسي والطمأنينة وراحة البال والتعايش بينهما، حيث يمكن أن تؤدي إلى تدهور العلاقة وزيادة المشاكل بين الشريكين تدريجياً.

الخلافات المتكررة بين الزوجين أسبابها وكيفية تجاوزها

تقول صفاء فودة: التحديات السلبية التي تواجه الزوجين تحتاج إلى جهود مشتركة للتغلب عليها، وهناك أسباب وعوامل عديدة يمكن أن تؤدّي إلى الوقوع في النزاعات والخلافات الزوجية المتكررة، ومنها :

غياب التفاهم والانسجام

وهو يعني تناقض الطباع بين الزوجين، فكل شخص يأتي من عالمه الخاص بعادات وتقاليد وأفكارمختلفة، ويهرب الانسجام بين الزوجين بعد الزواج بسبب عدم تفهم الحياة الزوجية من قبل الطرفين، فتبدأ الخلافات الزوجية في الظهور، ولكي نحافظ على الانسجام يجب الحفاظ علي الحوار، فهو مفتاح التفاهم والانسجام والتعبير عن الأفكار والطموحات مع شريك الحياة، وهو خطوة بنّاءة في استقرار الحياة الزوجية، ولكي تتم المحافظة عليها يجب عدم إلقاء أحدهما بالمسؤولية الكاملة على الطرف الآخر، فكل طرف مسؤول بذات القدر عن تأمين الحياة الزوجية والحفاظ عليها، ولابد من احترام الاختلاف عند الطرف الآخر، والتحلي بالصبر والتسامح.

فقدان لغة الحوار

اللغة المشتركة بين الزوجين هي التى تعمل على حل أي خلاف، فيجب أن يكون النقاش بين الزوجين فى إطار هادف وبأسلوب هادئ وليس حاداً، فالحوار يختصر الكثير من المسافات بين الزوجين، فهو وسيلة لإيجاد الحلول، ويسيطر على أغلب الخلافات المحتملة بينهما، ويصحّح الأفكار الخاطئة، ولابد للزوجة أن تتعلّم الأسلوب التشويقي والجذّاب لنقل الزوج من دائرة التفكير المغلقة إلى الحوار معها، والعكس صحيح.

انعدام الثقة بين الزوجين


عدم وجود الثقة المتبادلة بين الزوجين، من أسباب المشاكل والخلافات الزوجية المستمرة، فمتى تزعزعت الثقة بين الزوجين فُقد الاحترام، وحلَّ مكانهما الشك، والتخوين، والتشكيك، وفقدان الثقة وتتحول الحياة إلى جحيم، فتؤدي إلي الخلافات ثم الانفصال في حال عدم إيجاد الحلول، فتنعدم الثقة نتيجة فقدان الشعور بالأمان، وتغيب الراحة في العلاقة، ويمكن حل تلك المشكلة باعتماد الوضوح والشفافية منهجاً أساسياً في العلاقة، وبالالتزام بتحقيق فضيلة الإخلاص بين الزوجين، وتعزيز التواصل من جديد وبأكثر من طريقة إيجابية وفعالة.

الاعتماد على التكنولوجيا

الخلافات بين الزوجين
                        التعلق بالتكنولوجيا سبب من أسباب ضعف التواصل بين الزوجين

لايمكن أن نستهين بالتغيرات الكبيرة التي أحدثتها التكنولوجيا في نمط الحياة بين أي زوجين، فالتطور التكنولوجي السريع في استخدام الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، أدى لتغير طريقة تفاعل الأزواج وتعاملهما معاً، فنجد الزوج يجلس مع زوجته ممسكاً هاتفه المحمول، وتجلس هي كذلك، في الحقيقة علاقة كهذه لا بد أن تكثر بها الخلافات وتكون المشاكل جزءاً لا يتجزأ من حياتهما، بسبب ضعف التواصل، لذلك لابد أن ندرك أن التواصل الحقيقي والتفاعل الوجه لوجه هما أساس العلاقات الزوجية القوية والأسرية المتينة، ولابد من وضع حدود واضحة لاستخدام التكنولوجيا وتخصيص الوقت للتواصل الحقيقي.

عدم الواقعية

الزواج ليس مجرد أحلام وردية وأيام رومانسية، فقد تكون هناك بعض التوقعات وأفكار مسبقة عن الحياة الزوجية تتسم بالمبالغة والخيال، وحين تحدث المواجهة مع المسؤوليات والأعباء تحدث الصدمة، فالعيش في الأحلام الوردية عن زواج مثالي وعندما لا يحقق الشريك هذه التوقعات يحدث حالة من السخط، لعدم تقبل الشريك كما هو وإنما المطلوب هو شريك بمواصفات خاصة، وهذا قد يجر الحياة الزوجية إلى دائرة الخلاف بسبب الصدمات وخيبات الأمل، لذا يجب أن نضع في الحسبان أن هناك فرقاً بين الواقع والخيال، ولابد من التكيف مع الظروف والأوضاع الجديدة سواء الاجتماعية منها أوالمادية، وعدم تحميل النفس فوق طاقتها من خلال الوعود المزيفة من أحد الطرفين قبل الزواج أو بعده.

الخلافات المادية

أحد أهم أسباب المشاكل والخلافات الزوجية المستمرة هي الخلافات المادية، بسبب ارتفاع حجم التكاليف المادية وعدم قدرة أحد الزوجين على الانسجام والتكيف مع ظروف الضغوطات المالية وعدم القدرة على الصرف بارتياح، إلى جانب ضعف التخطيط المالي عند الزوجين وعدم قدرتهما على إدارة شؤونهما المالية بالطريقة الصحيحة، وقد تكون هناك طرق غير مبررة في الصرف المادي نتيجة التأثر بالحياة الزائفة التي تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي، والحل هنا هو التشارك في تنظيم الميزانية على قدر الاحتياجات الضرورية ثم الأقل أهمية ثم الكماليات، بحيث تتناسب هذه الميزانية مع دخل الزوجين، مع تجنب المقارنات بمعدل الإنفاق بأي أسرة أخرى.
ونحو المزيد من ذات السياق تعرفي: نصائح تفيدك في التعامل مع الخلافات الزوجية المستمرة