كشفت دراسة نفذتها «هاريس بول» عبر الإنترنت، شملت أكثر من 3500 أسرة، أنَّ أقل من نصف الأمهات والآباء حول العالم (42%) يعتبرون وقت الاستحمام روتيناً مهمَّاً لتطوُّر دماغ الطفل.
أظهرت الدِّراسة أنَّ 93% من الأمهات السعوديات يعتقدن أنَّ وقت الاستحمام هو أكثر بكثير من تنظيف جسم الطفل، وهو رقم أعلى بكثير من المتوسط العالمي.
كما أثبتت الدِّراسة أنَّ الأمهات السعوديات يأتين في الصدارة فيما يتعلق بفهم الفائدة الكبيرة التي يقدِّمها التمسيد للطفل، إذ تدرك نسبة 34% منهنَّ الأهميَّة القصوى لهذه العمليَّة على صعيد نمو دماغ الطفل، مقارنة بـ23% حول العالم و13% فقط في المملكة المتحدة.
وأوضح الدكتور أشرف عبد الله، اختصاصي طب الأطفال، أنَّه في ضوء الأبحاث التي تظهر أنَّ نسبة 85% من دماغ الطفل تتطور لدى بلوغه سنَّ الثالثة، فإنَّه من الضروري جداً أن يدرك الوالدان الأهميَّة المحوريَّة لفرص التواصل مع طفلهما عبر اللمس والبصر والشّم والصوت، كما يحدث أثناء وقت الاستحمام، في المساعدة على نمو دماغ طفلهما.
كما أنَّ كثيراً من الدِّراسات أثبتت أنَّ وقت الاستحمام يساهم في تقوية الصلة بين الأم والأب وأطفالهما، وبالتالي المساهمة في تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال، وأنَّ وقت الاستحمام الذي يتخلله تواصل مع الأهل ولعب وتعلم ينشئ الطفل بشكل سليم بما يحمل من ذكريات جميلة وطفولة سويَّة تترك أثرها على نموه فيما بعد.
وقالت أم سعيد الحربي، أم لأربعة أطفال: أنَّ وقت الاستحمام لأطفالها يعدُّ من أكثر الأوقات المرحة التي تقضيها معهم، وهم ينتظرونه بفارغ الصبر، لأنَّهم يقضون وقت الاستحمام في اللعب وأنا أقوم بغسل شعرهم وتنظيف أجسامهم، ولا يخلو الأمر من الضحك والمزاح وحتى التعلم، كما أنَّني على علم تام بأنَّ اللمس من خلال الفرك والتمسيد يساهم في تقوية التواصل بين الأم والطفل، وأنَّ فترة الاستحمام هي أكثر الفترات مناسبة لذلك.
أما رهام محمد، أم لطفلين فقالت: في بداية الأمر وعندما أنجبت طفلي الأول كنت أخاف من وقت الاستحمام عليه، ولكن بعد ذلك وجدت أنَّها فرصة رائعة أقضيها مع طفلي بتفاصيلها الرائعة، وبدأت أشعر أنَّ تدليك طفلي وتنظيفه وحتى تنشيفه يقرب طفلي مني ويهدئ طباعه ويساهم في تحسين نفسيته، حتى أنَّ يوم الاستحمام هو اليوم الذي يكون فيه طفلي هادئاً وسعيداً ومرتاحاً، وذلك بسبب إحساسه بمدى حبِّي له من خلال وقت الاستحمام.
ويبدو أنَّ الأمهات السعوديات على تناغم مع الحقائق، إذ كشفت الأبحاث الأكاديميَّة أنَّ قيام أحد الوالدين على رعاية الطفل الرضيع بتمسيده وملامسته بانتظام ينطوي على أهميَّة كبيرة لنمو الطفل وتطوره، وقدرته على التواصل والتعلم.
