هل تخيلت يوماً أنك لن تجلي الأواني، وأن هناك من سيعد لك ولأسرتك الإفطار دون طلب، فقط كل ما عليك فعله هو كبسة زر على جهاز التحكم الموجود في يدك أو برمجته مسبقاً، لتحضر لك قهوتك المحببة مع الجريدة بعد لحظات في المكان الذي تفضلينه داخل منزلك، وأكثر من ذلك سيعد حقائب الأطفال قبل الذهاب للمدرسة، وسيستقبلهم عند العودة معداً لهم وجبة الغذاء.
تناول فيلم أمريكي شهير بسيناريو ممتع وأحداث مليئة بالتشويق والإثارة I robot فكرة الاعتماد على الإنسان الآلي بحلول عام 2035، قدمه الفنان الأسمر ويل سميث، ورغم أن الفيلم تم إنتاجه في عام 2004 وكانت معظم أحداثه تعبر عن حرب شرسة بين الروبوت والإنسان للسيطرة على المستقبل، إلا أن الفكرة لاقت ترحيباً كبيراً من الجمهور، وحقق العمل عائدات إنتاجية ضخمة، وسألنا نحن في «سيدتي» عدداً من السيدات عن المهمة التي تتمنى أن توكلها للروبوت إذا تحققت رواية الفيلم، وأصبح هذا المجسم جزءاً من حياتنا، فكانت الإجابات كالآتي:
وداعاً للخادمة
ما أجمل هذا الحلم إذا تحقق!، وإن كان ليس ببعيد عن دولتنا الحبيبة، التي توفر كل ما من شأنه إسعاد شعبها، فنحن وعن حق أسعد شعب، هذا ما بدأت به الإماراتية علياء مصبح، خبيرة الماكياج والموضة كلامها، وأضافت: لو كان سعره في متناول يدي سأستغني فوراً عن الخادمة، التي تكلفني آلاف الدراهم من استقدام، وفيزا، وتذاكر طيران، وكشف طبي، وراتب شهري، ومصروفات لا تنتهي، وفي النهاية من الممكن أن تسرق المنزل وتهرب، أو تبحث عن عمل آخر يعطيها راتباً أعلى، دون أن يقيدها أو يلزمها بأي شيء قانوني، أو حتى من الممكن أن تكون سيئة الخلق، وأضطر أن أعيدها لدولتها مرة أخرى على نفقتي، وفي كل الأحوال أنا الخاسرة الكبرى، وابتسمت قائلة: الإنسان الآلي لن يكلفني سوى الشحن بإيصاله لأي مصدر كهربائي، أو حتى صيانة دورية لدى شركة متخصصة، وسيقوم هو بكل ما يرهقني، وأهم شيء سوف أعتمد عليه في نظافة المنزل وترتيب الأثاث، لأن هذه الأعباء المنزلية هي الأكثر لدى الأم والزوجة العاملة، التي لا تتمكن من إنجاز كل الأمور من تربية وتعليم وتنظيف، بجانب مذاكرة دروس الأولاد.
مجرد آلة
لن أسمح له أن يتدخل في تربية أولادي أو مذاكرة دروسهم، فسوف تقتصر أعماله على ما تقوم به الخادمة وبشكل روتيني ويومي مبرمج مسبقاً، هذا رأي نهلة عبد الحافظ، أخصائية اجتماعية مصرية، وتابعت: أرفض كلمة إنسان آلي لكنه مجسم آلي، علينا ألا نعتمد عليه بشكل كامل حتى لا نفقد إنسانيتنا وعلاقتنا الاجتماعية والتواصل البشري، يكفينا ما وصلنا له بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، التي سببت تنافراً بين أفراد الأسرة الواحدة، سأجعله ينظف ويرتب، ويمسح زجاج النوافذ ودورات المياه، سأستخدمه مثلما أستخدم غسالة الأطباق والملابس، فهو مجرد آلة مثلهم وليس شخصاً من الأسرة حتى أعتمد عليه في إطعام أولادي، أو مذاكرة دروسهم مهما كانت درجة إتقانه لمهامه.
واجباتي المدرسية
ولأن زينب أحمد طالبة إماراتية، ولديها أعباء خاصة بها وبدراستها، فكان اختيارها لمهام الروبوت الخاص بها تتمثل في حمل حقيبتها المدرسية، حل الواجبات، الانتهاء من كل مشروعاتها التعليمية، والتي تتطلب منها الجلوس طويلاً أمام شاشات أجهزة الكمبيوتر، وتحول دون خروجها مع صديقاتها للتنزه أو التسوق، وتؤكد زينب أنها لن تمانع أن تصطحبه معها في كل مكان؛ لمساعدتها وخدمتها إذا كان حجمه صغيراً، أما إذا كان كبير الحجم مثل الذي نراه على شاشات التليفزيون وفي الأفلام، فسأتركه في المنزل ينهي كل التزاماتي ويرتب وينظف حجرتي وسأظل في انتظار إصدار نسخة من روبوت صغير من السهل أن يركب بجواري في السيارة.
فقدان الإنسان
رغم أن حصة الشالي، إماراتية، وتعمل سكرتيرة في هيئة الفنون بالشارقة، ترى أن فكرة وجود مساعد للمرأة في كل مهامها وأدوارها المتعددة والمرهقة، والتي تقوم بها يومياً فكرة رحيمة وإنسانية، إلا أنها ترى أن هناك عدة أمور لابد أن نضعها في الحسبان قبل أن نخطو مثل هذه الخطوات، وهي ألا يؤثر وجود هذه الآلة على علاقتنا وإنسانيتنا ويفقدنا الرحمة والتراحم، لذلك من الممكن أن نعتمد عليه بشكل أفضل وأكبر في المهام والمصانع الثقيلة، التي من شأنها أن تضر بحياة الإنسان، فالروبوت من الممكن تعويضه، لكن الإنسان إذا فقدناه فلن نرجعه مرة أخرى.
روبوت للتسوق
ضحكت إيمان عبدالله سكرتيرة إماراتية، وقالت: سوف أجعله يقوم بكل شيء، التسوق وتنظيف الخضروات وتخزينها، يقوم بإيقاظ الأولاد صباحاً وترتيب حجرات نومهم، وإذا كان مبرمجاً لقيادة السيارة فسوف أعطيه المفتاح ليتولى هو هذه المهام دون أن يقع تحت طائلة المخالفات أو الحوادث، وطبعاً سوف أستغني هنا عن باص المدرسة الذي يكلفني آلاف الدراهم طوال العام الدراسي، وسوف أتفرغ لنفسي قليلاً، أعتني بجسمي وأمارس رياضتي بشكل منتظم، أتابع عملي بكل دقة؛ لأنه أيضاً سوف يساعدني في إنهاء بعض الأوراق الخاصة بالحسابات والأمور الدقيقة، فمن المؤكد أنه لن يخطئ.
وتضيف إيمان: إن فكرة الاعتماد على إنسان آلي في المنزل ستكون أكثر أماناً من الخادمة، التي أحياناً قد تضرب الأطفال، أو تؤذي أهل البيت بأعمال سحر أو أمراض منقولة، لكن على جانب آخر لابد ألا نسمح له بالتأثير على علاقتنا بأطفالنا، فقد نعتمد عليه بديلاً للسائق أو الخادمة، لكن لا نستبدله بالأم أو الأب.
للمعاملات الخارجية
اتفقت الأخصائية النفسية الإماراتية مروة هشام هاشم، مع هذا الكلام وقالت: لو أغمضت عيني قليلاً فسوف أجد أموراً ومهاماً لا يمكن أن تعد، من شأن الروبوت أن يساعدني فيها، فنحن في زمن زادت فيه مسؤوليات المرأة خاصة العاملة، التي تحولت لموظفة، يريدها مديرها سوبر موظفة، وزوجة يتمنى زوجها أن يراها سوبر مامي، وكذلك الحال كونها أماً أو ابنة، لذلك فقد يخفف هو من هذه الأعباء، عن طريق الإشراف مثلاً على الصغار أثناء عمل الواجبات، إنهاء أي معاملات وأمور خارجية قد تؤدي لقضاء الأم وقتاً طويلاً خارج المنزل بعيداً عن الصغار، لكن في النهاية كلها أحلام قد لا تتحقق في عالمنا العربي، وقد يرفضها أهل العلم والتربية بحجة أنها تقضي على التواصل المباشر بين البشر.