يعتبر التمثيل أحد المجالات الجديدة التي اقتحمها المطربون إلى جانب مجالات أخرى مختلفة، كالتقديم والتحكيم في برامج الهواة الفنية، ويعود السبب الأساسي في ذلك، إلى تراجع السوق الغنائي، وحاجة المطربين إلى إثبات تواجدهم ووجودهم على الساحة الفنية.
ومع ازدهار الدراما التلفزيونية والنشاط اللافت الذي تحظى به، تشجّع عدد من المطربين في رمضان 2015 على السير على خطى آخرين سبقوهم إلى التمثيل. ويعتبر عاصي الحلانـي في مسلسل "العرّاب" وسابين في مسلسل "أحمد وكريستينا"، آخر مطربيْن لبنانييْن اقتحما الشاشة الصغيرة تمثيلاً في رمضان، أما في مصر، فتخوض شيرين عبد الوهاب ثاني تجاربها التمثيلية من خلال مسلسل "طريقي"، بعد فشل ذريع مُنيت به في أولى تجاربها في فيلم "ميدو مشاكل"، مع توقّعات بأن تشهد الدراما التلفزيونية في الفترة المقبلة، إقبال المزيد من نجوم الأغنية نحو التمثيل، وفي مقدّمتهم الفنان مروان خوري الذي أعلن أنه سيطلّ في رمضان 2016 في المسلسل الرمضاني "بيانو".
كيف ينظر النقّاد إلى تجارب شيرين عبد الوهاب وسيرين عبد النور وهيفاء وهبي ونيكول سابا وعاصي الحلاني الذين خاضوا غمار رمضان 2015؟
عاصي ممثل بجدّ
رأى الناقد طارق الشناوي أن الخط الفاصل بين المطرب والممثل انقطع في الفترة الأخيرة، وأوضح: «هناك مطربون يتم اختيارهم للدراما، كونهم مطربين، ولكننا ننسى تماماً أن لهم مشواراً في الغناء، لأنهم يقدّمون نجاحاً في الأداء الدرامي، يجعلنا ننسى أنهم مطربون. مثلاً تمّت الاستعانة بـ شيرين في مسلسل «طريقي» لأنها مغنية، وتمّ توظيفها فيه كـ شيرين المطربة، بينما هيفاء وهبي في مسلسل «مريم» هي ممثلة، والكلام نفسه ينطبق على تجربتها في العام الماضي في مسلسل«كلام على ورق»، حيث أثبتت أنها ممثلة، وهذه السنة نلاحظ أنها تقدّمت كثيراً وأن هناك درجة نضج عالية في أدائها كممثلة. أما نيكول سابا، فهي معروفة في مصر كممثلة، ويتم التعامل معها على هذا النحو، وهي تعرف كيف تسير على الطريق الصحيح وكيف تحدّد أهدافها في شكل جيد، والأمر نفسه ينطبق على سيرين عبد النور، التي لا تمتلك أي رصيد غنائي في مصر، وينظر إليها على أنها ممثلة موهوبة. إلى ذلك، فإن خالد سليم وأحمد فهمي، أصبحا ممثلين في نظر الجمهور، ومثلهما مدحت صالح الذي تحوّل إلى ممثل لكي يعيش، بعدما أصبح التمثيل مهنة للعيش والتواجد».
وعن رأيه بتجربة عاصي الحلاني قال: «عاصي موهوب وأنا فوجئت به. للوهلة الأولى، لم أكن أتصوّر أنه يمكن أن يكون ممثلاً، لكنه أثبت «أنه ممثل بجدّ» ونجح كثيراً في مسلسل «العرّاب». المسافة بين الغناء والطرب ليست كبيرة، لأننا نعيش عصر «الفيديو كليب»، وكل الأسماء التي ذكرناها تنتمي إلى جيل «الفيديو كليب» وتجيد التعامل مع الكاميرا، وهي ليست كجيل فايزة أحمد وليلى مراد».
هيفاء وهبي الأبرز
كما اعتبر طارق الشناوي أن هيفاء وهبي شكّلت مفاجأة في تمثيلها مقارنة مع المغنيات اللواتي اتّجهن نحو التمثيل، وقال: «تجربة هيفاء هي الأبرز مقارنة بتجارب كل الأسماء الأخرى، بل ويمكن القول إنها الممثلة الأبرز في فن الأداء في الموسم الرمضاني الحالي، لأنها تقدّم دورين في مسلسل «مريم»، بدرجة عالية من الإتقان والمعايشة. عندما اشتغلت هيفاء في السينما مع المخرجين خالد يوسف وخالد عبد العزيز، كانت عادية جداً، بل أقل من عادية، ولم تكن ممثلة «ولا حاجة»، ولكنها فاجأتني في السنة الماضية في مسلسل «كلام على ورق» وهذه السنة كانت المفاجأة أكبر بكثير في مسلسل «مريم»، ومن الواضح أنها موهوبة فعلاً، ولم تأتِ إلى التمثيل كونها مطربة شهيرة».
ونفى طارق الشناوي سيطرة نجوم الغناء على التمثيل في المرحلة المقبلة بسبب حاجة الدراما إلى وجوه جديدة بل لأن الغناء أصيب بنكسة، وغالبيّة المطربين أصبحوا أعضاء لجان تحكيم في برامج».
الاستعانة بأساتذة تمثيل لتدريب المطربين
يرى الإعلامي والناقد د. جمال فياض، أننا لا نزال في الثلث الأول من رمضان ومن الظلم تحديد المطربين الذين نجحوا أو فشلوا كممثلين في رمضان، ولكن يبدو حتى الآن أن الكل قدّموا أعمالاً جيدة. ويوضح د. فياض: «في وقتنا الحالي لم يعد ممكناً أن يفشل الفنان في شكل كبير، لأن شركات الإنتاج تستعين بأساتذة لتعليم المطربين أصول التمثيل. مثلاً تمّت الاستعانة بالأساتذة غسان مسعود وحسن عويتي وسلوم حداد، لتدريب عاصي الحلاني في مسلسل «العراب»، والذين يعتبرون أهم ثلاثة ممثلين وأساتذة في معهد المثيل في سوريا. ومن المعروف أن حسن عويتي هو الذي خرّج جمال سليمان وباسل خياط وعشرات النجوم السوريين، وينطبق الوضع نفسه على مصر حيث تتم الاستعانة أيضاً بأساتذة تمثيل لتدريب المطربين، هذا عدا عن أن المخرج صار يملك قدرة أكبر على توجيه الممثل. إلى ذلك، فإن التعاون الجماعي بين الممثلين والمطربين في الاستوديو، يدفعهم لتصحيح أخطاء بعضهم البعض. فالممثل الكبير، يرفض الوقوف أمام ممثل ضعيف، لأن هذا الأمر ينعكس سلباً على دوره. وهناك ناحية مهمة يجب لفت الأنظار إليها وهي أنه يتم تصوير العمل الدرامي كما يتمّ تصوير الفيلم السينمائي بكاميرا واحدة، أي لقطة بعد لقطة، والمطرب لم يعد يجد نفسه مضطراً لحفظ الدور كما الممثل المحترف الذي يحفظ 4 أو 5 صفحات في مشهد واحد. ولذلك نحن نلاحظ أن مشهد التمثيل الواحد للمطرب لا يتعدّى الـ 50 ثانية، ومن يعتبر نفسه عظيماً يمكن أن يقدّم مشهداً لا تتجاوز مدّته الدقيقة الواحدة».
فرق شاسع بين تجربتيّ شيرين
ويتابع د. فياض: «بشكل عام يمكن القول إن هناك فرقاً شاسعاً بين أداء شيرين عبد الوهاب المضحك والضعيف والمثير للسخرية في «ميدو مشاكل» وبين أدائها في مسلسل «طريقي» الذي تمثّل فيه بشكل جيد. إلى ذلك، فالفرق شاسع جداً بين أداء عاصي الحلاني التمثيلي في مسرحية «شمس وقمر» وبين أدائه المحترف في مسلسل «العراب»، لأنه لم تتم الاستعانة بأستاذ يدرّبه في المسرحية ولم يكن يديره مخرج كبير، بل هم اكتفوا بحضوره كمطرب. وبالنسبة إلى نيكول سابا، فلا يمكن مقارنة تجربتها بتجارب سائر المطربين، لأنها ممثلة أكثر منها مطربة، وخبرتها كممثلة تفوق خبرتها كمغنية، وإذا قارنا بين أعمالها الغنائية وأعمالها التمثيلية، فإن الكفّة سترجّح لمصلحة الدراما، ولم يعد ممكناً القول إنها مغنية تمثّل بل هي ممثلة تقدّم بعض الأغاني، وحتى سيرين لا يمكن القول إنها مطربة، وأنا أذكر أنني عندما قلت منذ فترة بعيدة «ستزول سيرين عبد النور المطربة وستبقى سيرين عبد النور الممثلة زعل مني الفانزات التافهين»، ولكن تبيّن أنها تنتج سنوياً أغنية واحدة و4 أعمال درامية، وهذا يعني أنها ممثلة تقدّم بعض الأغاني. أما هيفاء وهبي، فبدأت تتّجه نحو «هيفاء الممثلة» لأنها تعرف كما كلّنا نعرف وكما توقّعت لها سابقاً، أنها مغنية تقدّم بعض الاستعراض الجميل ولكنها عندما تتقدم في السن لا يمكن أن تستمر في الغناء بل في التمثيل، لأن الدراما لها عمر، بينما لكي يتمكّن أي مطرب من الاستمرار في الغناء لفترة طويلة، فيجب أن يتمتّع بقدرة صوتية تماثل القدرة الصوتية التي يتمتّع بها وديع الصافي وصباح فخري. هيفاء في مسلسل «مريم» تبدو أكثر تألقاً بكثير ممّا هي عليه في مسلسل «مولد وصاحبه غايب»، لأن الثاني هو عمل مؤجل منذ عدّة سنوات بينما في الأول الذي صوّر هذه السنة، اكتسبت هيفاء خبرة واسعة في التمثيل».
أولى تجارب سابين
أما عن تجربة سابين، التي خاضت أولى تجاربها التمثيلية من خلال مسلسل «أحمد وكريستينا»، فيقول: «من المبكر تقييم تجربة سابين وعلينا أن ننتظر عرض المزيد من الحلقات لكي نحكم على قدراتها كممثلة. في الأساس سابين هي مطربة حاولت أن ترقص وأن تقدّم أشياء أخرى ولكنها لم توفّق كما وُفّقت في الغناء. تجربة سابين في التمثيل، تحتاج إلى إعادة تقييم لأنه لم يتمّ السخاء إنتاجياً على المسلسل، وهم يحاولون الترويج له من خلال القول إنهم فوجئوا بنسبة المشاهدة العالية التي يحظى بها، حتى أنهم يحاولون أن يقنعونا في بعض المسلسلات أن هناك 50 مليون مشاهد في لبنان يتابع العمل، وكأن عدد سكان لبنان يبلغ مليار نسمة»
نجوم الغناء في دراما رمضان 2015
| هيفاء وهبي في مسلسليّ "مريم" و"مولد وصاحبه غايب".
| عاصي الحلاني في مسلسل "العراب".
| شيرين عبد الوهاب في مسلسل "طريقي".
| سيرين عبد النور في مسلسل "24 قيراط".
| نيكول سابا في مسلسل "ألف ليلة وليلة".
| سابين في "أحمد وكريستينا".
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"