نظراً للاعتماد الكبير على الوسائل التي وفَّرتها لنا التقنيات الحديثة، أضحى «الكسل» عنواناً لحياتنا اليومية، إذ تشير أخر الدراسات العلمية إلى أن هناك أكثر من 60% من سكان العالم حالياً لا يؤدّون مجهوداً بدنياً كافياً! وهو أمر قد يقود إلى عدد من المشكلات الصحية الخطيرة؛ كالسُّمنة والتهاب المفاصل وضغط الدم وأمراض القلب والشرايين..
ولتجنُّب هذه المشكلات، يمارس عدد من نساء جنوبي جدَّة رياضة المشي حول الأسوار والشوارع الرئيسة، غير آبهات بخطر الدَّهس، أو بما يستنشقنه من عوادم المركبات القاتلة؛ وكل ذلك بسبب عدم وجود «ممشى» مثلما هو معمول به في شارع التحلية شمال جدة.
«سيدتي» التقت مجموعة من ممارسي هذه الرياضة في تلك المنطقة الذين طالبوا بتوفير مماشٍ مخصصة لهذا الأمر.
مضايقات وهواجس
تقول فوزية بافيل، «27 عاماً»: «بسبب المضايقات اللفظية الشديدة، والملاحقة من قِبل بعض الشباب؛ نخاف أن نمارس المشي، كما لا نستطيع اصطحاب أطفالنا للمشي معنا؛ خوفاً من الدَّهْس».
وتقول سحر حامد، «22 عاماً»: «كي نمارس رياضة المشي بشكل طبيعي، يجب الاهتمام بتنفيذ ممشى متكامل في جنوب جدة، تتوافر فيه أكشاك ودورات مياه، إضافة إلى الجهات الرقابية».
وقالت نهى الطياري، طالبة جامعيَّة: «يجب أن يكون هناك مماشٍ خاصة للعائلات، وأخرى للشباب حتى نأخذ راحتنا في المشي».
أما رامي المش، موظف، «24 عاماً»، فطالب أمانة محافظة جدة بتوفير مَمَاشٍ في جميع أحياء جدة.
معرضات للدَّهْس
تشير شمايل العبدالله، إلى أن: «عدم وجود مماشٍ مخصصة في جدة، يضطرنا إلى الاتجاه نحو الأسوار تحت الضغط وإزعاج السيارات؛ ما قد يعرضّنا للحوادث بحكم مشينا على رصيف الطريق العام».
وذكرت الفنانة ميرفت المنصوري أن إحدى صديقاتها تعرضت للدَّهْس من قبل مركبة مسرعة وهي تمارس المشي بجانب أحد أسوار الكليات. مطالبةً الجهات المختصة بتوفير ممشى خاص للسيدات في جنوب جدة؛ ليمارسن الرياضة بشكل آمن.
وقالت مها الفاضل «30 عاماً»: «يجب إنشاء عدد من المَمَاشي في منطقة جنوب جدة التي تفتقد لذلك، حيث إن أهالي المنطقة يتوجهون إلى سور جامعة الملك عبد العزيز لممارسة المشي».
تسوُّل وعصائر منتهية الصلاحية
من جانبه قال فهد خالد: «ممشى سور نادي الاتحاد في جدة، يوجد فيه كثير من المتسوِّلين الذين يضايقون المشاة بتسوُّلِهم، إضافة إلى البائعات الإفريقيات اللواتي يبعن حلويات وعصائر منتهية الصلاحية للمشاة الذين يتعرضون أحياناً للسرقة من كلا الفئتين».
بيئة صحية وفوائد كثيرة
بينت أمل عطاالله، اختصاصيَّة علاج طبيعي ومدربة رياضية، أن موقع ممارسة رياضة المشي يجب أن تتوافر فيه الأشجار الخضراء، والمسارات الرملية الإسفلتية، والمظلات، وأن يكون بعيداً قليلاً عن عوادم السيارات. وأشارت عطاالله إلى أن لرياضة المشي فوائد عديدة؛ من أهمها:
- حرق السعرات الحرارية، والحفاظ على وزن صحي.
- التخلص من التوتر، والتمتع بنوم أكثر عمقاً.
- تجديد النشاط ورفع مستوى الطاقة.
- رفع مستوى القدرات الذهنية؛ كالتركيز والاستيعاب والذاكرة.
- تقوية عضلة القلب، والحفاظ على ضغط الدم في مستوى معقول.
- تقوية العضلات والعظام والمفاصل.
ـ تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض؛ كسرطان الثدي، وسرطان القولون، وهشاشة العظام.
ـ تخفيض مستوى الكوليسترول الضار في الجسم، ورفع نسبة الكوليسترول المفيد.
ـ تأخير أمراض الشيخوخة.
المجلس البلدي: تمّ سحب المشروع من المقاول
أوضح عبد الله المحمدي، عضو المجلس البلدي في جدة، أنه تم رفع طلبات الأهالي للأمانة؛ لإنشاء ممشى نموذجي خاص بممارسة رياضة المشي. وأشار المحمدي إلى أنه تم البدء بمشروع الممشى بجانب جامعة الملك عبد العزيز في وقت سابق، ولكن سحب المشروع من المقاول لأسباب عديدة!
مقترحات لإنشاء مماشٍ في جنوب جدة
أشار رئيس بلدية الجامعة الفرعية في محافظة جدة، المهندس حسن بن عبدالوهاب غنيم، إلى أنَّ المماشي تحتاج إلى مساحات، وهي لا تتوفر في معظم أحياء جنوب جدة القديمة، قائلاً: «نأمل أن تكون المخططات الحديثة قد أخذت بعين الاعتبار تخصيص مساحات للمشاة»، مبينًا أنه تم طرح مقترحات لإنشاء مماشٍ في مواقع عديدة بجنوب جدة.
نساء جنوبي جدة: نمارس الرياضة تحت خطر الموت!
- أخبار
- سيدتي - نت
- 20 يوليو 2015