| دعنا نتحاور. لاشيء يستحق أن نخسر ساعة من أجله في خصام. لماذا نضيّع اللحظة في تباعد، والعمر أقصر مما نتصور؟ هل عقولنا أصابها خلل، وهل نتباعد بإرادتنا.
هل نسمح للعناد أن يختطف منّا أجمل اللحظات، ونترك المكابرة تعمينا عن حقيقة مشاعرنا؟ هل غاب عنا صوت العقل، بعدما اعتقدنا أننا أصبحنا الواحد في جسدين؟
الحوار لغة الناضجين. والمساحات الرمادية كثير منها وهم نتخيله، وليس واقعاً نعيشه. نحتاج أن نجعل الشفافية أسلوبنا، وأن نستوعب بعضنا البعض. أسعى أن أقرّب المسافة، وأتحاشى
حالات الجفاء. مسافات التباعد تبدأ صغيرة، لكنها تنمو مع الوقت إذا تم تجاهلها.
ومعك أحاول أن أتجاوز كل الأشياء من أجل أن نكون معاً. لأنني وقتها فقط أكون أنا.
أعيش معك حالات التناقض. ففي وقت الخصام أشتاق لك، وأكتشف أنك توظف عقلي ومشاعري وأفكاري لصالحك. فأشعر بالغربة مع نفسي وأعود أبحث عنك. وحينما أكون معك، نظرة عتاب واحدة، أو لحظة غموض تختطف مني الفرح وتسرق بدايات الكلمات، وتسقط من بين أصابعي لحظات اللهفة وعبارات الشوق. أنت الشخص الذي تغيَر عالمي ومحيطي دون أن يدري. ففي وجودك يصبح الفرح صديقي، والابتسامة عنواني. أتصالح مع نفسي، وتتماهى معي السعادة. أتساءل كيف يمكن لحضور شخص واحد أن يغيّر من وجوه البشر ولون السماء وزرقة البحر؟ حتى الألحان نفسها تتوشح أجمل الأنغام .
كل دقيقة نتباعد فيها بإرداتنا هي ضرب من الجنون، شيء من تدمير الذات. كم تكون الحقائق تائهة أحياناً، رغم أنها تقف كالطود أمام أعيننا. أشتاق إليك، وأعترف أنك حتى في ساعات الخصام كان حضورك هو الطاغي. كنت أتمتع باستعادة كلماتك وتعليقاتك وحركة
يديك، حتى همساتك. لن نناقش ما مضى، دعني فقط أرتوي من عينيك
اليوم الثامن:
حينما تغادرني تأخذني معك
وعندما أغادر مكانك
يرحل جسدي وأبقى معك