الخطوة الأولى

محمد فهد الحارثي
| سأغادر من أجلك. سأسدل الستار وأمشي خطواتي بعيداً عنك في المسار الثاني. وصلت إلى القناعة.. بعض الألم خير من نهاية ماسأوية. أعرف أن بعض القرارات صعبة وتنفيذها أصعب. لكن هناك لحظات تبادر بخطوات بدلاً من أن تفرض عليك. ربما القرار يبدو سهلاً في الكلام، لكن ما يترتب عليه يجعل من الأمر صراعاً دائماً بين ما أتمنى وبين ما يجب أن أعمل. لن أطرح الأسئلة وسأتحاشى الإجابات، بعض الأسئلة من الأفضل أن تظل مبهمة. هناك أشياء نفهمها ولاداعي أن نقولها. وأكثر الكلمات صراخاً هي الكلمات الصامتة. ونحن عشنا لغة الصمت طويلاً. والآن وقت القرار. فحياة من دون قرار هي حياة بلا معنى. يبدو الكلام قاسياً، لكنه صوت الضمير ولحظة مصارحة. أعلم حينما أغادر أشياء كثيرة سترحل. أولها الأمان الذي أعيشه لوجودك في حياتي، والابتسامة التي ترسمها في عالمي بكلماتك. وماذا بعد، ليس من المفروض أن أشرح التفاصيل. ففي بعض الحالات من الأفضل أن نكتفي بالعناوين. أسترجع كلماتك وابتسم. كم عبارة سمعتها منك كانت تعطيني إشارة ودلالة. لكنها العاطفة التي تعميك عن الحقائق. كنت أسمع ما أرغب في سماعه، وأتجاهل ماعدا ذلك. كنت أرى ألواناً صارخة، ولكنها عندما تصل إلى شبكية عيني تتوشح بالبياض الناصع. كنت أرى الأشياء كيفما أريدها أن تكون، وليس كيفما كانت. وأتت اللحظة الحاسمة، التي ظهرت فيها فجأة الكلمات المنسية، وسقط الوشاح عن البياض، لتظهر الألوان بطبيعتها. الحقائق تطفو وأصعب ما فيها أن تختار الأوقات الخطأ. وهذا واقع أعيشه الآن وقدر أتقبله. وليكن. أصعب الخطوات في أي مشوار هي الخطوة الأولى.. وها أنا قد بدأت. اليوم الثامن: سأغادر وأعرف أن التقسيمة ستكون خاطئة.. جزء مني سيبقى معك، وسيل من الذكريات سيرافقني .. لو كنت فقط أستطيع أن أعمل المبادلة @mfalharthi