يولّد تبدّل المناخ والطعام وظروف البيئة أثناء السفر عوارض منغّصة، وأبرزها: الغثيان والقيء والإسهال...
الطبيب العام بمستشفى الدكتور عبد اللطيف جميل، د. إسلام العدوي، يطلعك على الإسعافات اللازمة للتعامل مع الحالات الطارئة أثناء السفر.
الغثيان والقيء
الغثيان والقىء، يحدثان بفعل أسباب عدّة، وأبرزها: التسمّم الغذائي ودوار البحر والصداع النصفي وأيّ عدوى فيروسية أو الحساسية. وأحياناً، ينتج القيء والغثيان عن تعاطي عقار طبيّ.
وتستدعي هاتان الحالتان اتّباع الآتي:
_ الامتناع عن تناول الطعام لمدة 12 ساعة، كي يُتاح للمعدة الوقت الكافي للراحة، ثمّ معاودة نشاطها.
_ شرب كمّ بسيط من الشاي أو الحساء، على أن يكونا من النوعين الخفيفين، مع 10-16 كوباً من السوائل أثناء اليوم؛ وذلك كلّ ساعة، بهدف تعويض الجسم عن نقص السوائل فيه وعلاج الجفاف الناتج عن القيء.
_ إضافة الأطعمة شبه الجامدة وقليلة الألياف (البسكويت والجيلاتين والتوست العادي والأرز والدجاج) تدريجياً إلى الغذاء، مع التوقّف عن الأكل إذا عاد الشعور بالتقيؤ.
_ تجنّب شرب مشتقّات الحليب والكافيين وتناول الأطعمة الدهنية أو الغنيّة بالتوابل لبضعة أيّام.
_ سرعة الاتصال بالطبيب لإجراء الفحوص اللازمة، إذا استمرّ التقيّؤ لأكثر من يومين أو الإصابة بإحدى علامات الجفاف، وهي: العطش المفرط وجفاف الفم وقلّة التبوّل والضعف العام والدوار. وفي هذا الإطار، تشير تقارير طبيّة إلى أنّ التقيؤ قد ينذر بالإصابة بمشكلة طبيّة أكثر خطورة، مثل: ارتجاج المخّ والتهاب المرارة والقرحة وانسداد الأمعاء والتهاب السحايا.
ارتفاع درجة حرارة الجسم
قد يتعرّض جسم المصاب إلى ارتفاع شديد في درجة الحرارة تصل إلى 40 درجة مئوية، لا سيّما عند السفر إلى الأماكن القريبة من خطّ الاستواء. وقد يصاحب ضربة الشمس بعض العوارض الدالّة عليها، وهي: ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى ما بين 38 و40 درجة والصداع والدوار والتعب والغثيان والتعرّق الغزير وشحوب الوجه واضطراب في إيقاع القلب والتشنّجات والتقلّصات والإغماء أو فقدان الوعي.
لذا، يتوجب طلب الإسعاف وإتباع الخطوات الآتية لحين وصول المساعدة الطبية، وهي:
_ نقل المصاب إلى مكان بارد وإزالة أيّ ملابس ثقيلة عنه.
_ مراقبة تنفّسه.
_ العمل على خفض درجة حرارة جسمه باستخدام الكمّادات فاترة الحرارة أو رشّ الجلد بالماء بشكل دوريّ، مع الحذر من غمس الجسم في الماء، لأنّ ذلك قد يعمل على تضييق الأوعية الدموية تحت الجلد.
ولتفادي الإصابة بضربة الحرّ أثناء السفر، اتّبعوا الآتي:
_ تجنّب الخروج بين فترتي الظهيرة وحتى الرابعة عصراً.
_ البعد عن ممارسة الرياضة المجهدة، في الأجواء الحارّة.
_ شرب كمّ كبير من السوائل أثناء النهار، مع تجنب تناول الكافيين.
_ تكرار الاستحمام اليوميّ بالماء البارد.
_ تهوئة الأمكنة المغلقة.
_ ارتداء قبّعة عند الخروج، وملابس فضفاضة وخفيفة الوزن وفاتحة الألوان.
_ تجنّب تناول الوجبات الحارة أو الدسمة.
التسمّم الغذائي
التسمّم الغذائي حالة شائعة أثناء السفر، وتظهر عوارضها بعد ساعة من تناول الطعام المسمّم، وقد تستمر إلى ثلاثة أيّام لحين ظهورها بشكل واضح. في أغلب الأحيان، يكون مذاق الطعام المسمّم ورائحته عادية، إلا أنه قد يكون ملوّثاً بالبكتيريا والفيروسات، مثل: الـ"إي كولي" والـ"سالمونيلا" والبكتيريا العنقودية. وتُعدّ ثمار البحر، ولا سيما المحار، واللحوم والأسماك الأكثر عرضةً للتلوّث.
عوارض التسمّم الغذائي: القيء والغثيان وألم وتقلّصات المعدة والإسهال المصحوب بالدم
والحمّى ورعشة الجسم والصداع.
وتقضي الإسعافات الواجب اتخاذها في حالات التسمم الغذائي أثناء السفر: تشجيع المصاب على الراحة وشرب الكثير من الماء، وعدم إطعامه أيّ طعام جامد لمدة 24 أو لحين زوال العوارض. وعند استمرار الأخيرة لليوم التالي من الإصابة، تجب استشارة الطبيب.