اخترت طريقي بإرادتي وتحمّلت النتائج. اجتهدت أن أكون صادقاً مع نفسي ما أمكن. تعاملت مع الخيارات بنظرة الواقع، وليس برغبة اللحظة. تجاهلت الفلاشات السريعة وجعلت نظري دائماً إلى ما بعد ذلك.
لم أنجرف في النزاعات والمؤمرات الجانبية. لم تستهويني حروب التحالفات ونزعة الدسائس وتبديل المواقع... كانت نظرتي دائماً رهاناً على الأشياء الصادقة.
لا تستنزف مشاعرك وطاقتك فيما لا يستحق. اجعل الأهداف الكبيرة هي محفزك، حتى لو لم تصل فيكفيك نبل المحاولة وفضيلة الاجتهاد.
فرق كبير بين صنع النجاح واختطاف الإنجاز. مساحة شاسعة بين المنتج الأصيل - رغم محدودية انتشاره - والسلع المزيفة رغم انتشارها. اخترت أن أمشي المسار الطويل رغم تحدياته... القضية بالنسبة لي لم تكن مسألة اختيار، بل هي امتداد لأسلوب حياة وطريقة تفكير. هي محصلة لمحتوى وقناعات طويلة. هي نتيجة طبيعية لما أنا عليه، ولما أرغب أن أكون.
من الصعب أن أغير قناعاتي من أجل انتصارات مؤقتة. الانتصار الحقيقي هو أن تسعف ذاتك وتلجم شهوة الجموح والجشع فيها، أن تجعل رقيبك الذاتي هو المحدد لمساراتك، وأن تترفع عن ما يجرفك نحو الانحدار، وتبقى دائماً وفياً لمبادئك. الذين ينتصرون دائماً هم من ينتصرون لمبادئهم وقيمهم، وليس من يوظفونها للمصلحة، ويغيرونها كما يغيرون ملابسهم.
تراقب المشهد وتبتسم .. هناك من يركض خائفاً من اللاشيء؛ لكنه يحرص أن يكون ضمن الركب. وآخر يقفز من شكل لآخر ومن فكر إلى نقيضه، وهو نفسه لا يعرف من يكون. وهذا تشفق عليه لأنه لم يكن أبداً ذاته، وذاك يستمتع بحصيلته حتى لو كانت من مكتنزات غيره. واقع موجود وحقائق على الأرض. وليكن! لا تجعل انقلاب الحقائق وحجم الزيف المستشري يغير قناعاتك ومبادئك. كل الظلام الداكن ينهزم أمام ضوء شمعة بسيط، وهذه اللحظة تأتي حتى لو بعد حين.
اجعل مسيرتك تتوافق مع قناعاتك. لا تستلم لإغراء اللحظة ولا تندفع مع القطيع. اجعل مرجعيتك ذاتك، وترفّع عن الدخول في مستنقع المهاترات وخطئية التكرار. تأكد أن الحقيقة دائماً تقول كلمتها في النهاية. فأحياناً استعجالنا يحرمنا من رؤية الحقيقة. بينما بعض من التروي ومزيد من القناعة يمنحنا الكثير..
اليوم الثامن:
… حتى لو خسرنا انتصارات شكلية
فيكفي أننا كسبنا ذاتنا وراحة الضمير
@mfalharthi