هل نضع النقطة الأخيرة ونقلب الصفحة؟ هل نعتبر ما مضى تاريخاً وننزع هذا الفصل من حياتنا؟ وهل حياة الإنسان تبرمج بضغطة زر تلغى وتحذف وتبدل؟ هل المشاعر والحنين والأحاسيس مجرد عناوين لأشياء وهمية؟ كيف يمكن أن نفصل ما بين الروح والعقل؟ وأين الخط الفاصل بين ما هو مفروض وما هو واقع؟
ما أصعب أن نقف في منعطف العمر نبحث عن إجابات غير مرئية! نعتقد لوهلة أننا ندرك ونعرف، ونكتشف أننا نتوهم ونعتقد، التجارب الصعبة تجعلنا نرى الأشياء بأبعادها الثلاثة، نستغرب لأشياء حسبناها من المسلمات لتعود وتفرض علينا الأسئلة ونتوه في الإجابات، ماذا ينتظر الشخص من أحداث يترقبها إذا أدرك أن المسار غير ما يريد، وأن المصير سيقوده عنوة إلى نهاية الطريق؟
أأغادر وأترك عالمي ومشاعري وذكرياتي؟ أأحتضن بقاياي وبعضاً من أحلامي وكثيراً من الأوهام وأترجل؟ هكذا وفي لحظة؟ وهل تكون المغادرة قرار قناعة أم لحظة انفعال؟ ما أقسى أن ندرك أن مشاكلنا في معظمها هي حصاد انفعالاتنا! وأننا نسمع الشطر الأول فنثور، ونصل للشطر الثاني فنندم، يا لها من عجلة تختطف منا أشياءنا الجميلة وترحل.
القرارات الحاسمة تفرض نفسها، مثل حالات الولادة تختار توقيتها وشروطها، من الصعب تجاهلها لأنها قادمة، ومن الظلم قبولها لأنها جارحة، ليست كيمياء ولكنه واقع، فحياتنا عبارة عن مسلسل من التسويات، فلا نحن الذين حصلنا على كل شيء، ولم تكن الحياة دائماً معنا مجافية، هناك في المناطق البينية تبقى مساحة المناورات متاحة حتى لحظة الحسم، فإما أن تغادرها بشروطك، أو تزاح منها بغمضة عين.
نعم. هي النقطة المفصلية التي تحدد المسار، وهي مواجهة ليست مع الآخر بقدر ما هي مع الذات، لن أدعي البطولات، ولكنني اعتدت أن أختار قناعاتي حتى لو كانت الممرات ضيقة والطرق وعرة، ربما أدفع الضريبة عالياً، لكنها في حساباتي انتصار لذاتي وتصالح وراحة ضمير. .
اليوم الثامن:
إذا ما قررت أن تغادر وتهرول للمخرج
تأكد أن تأخذ أشياءك ورائحتك وكلماتك
وأبقي معي جروحك، لعلها تبدد أشواقك.
@mfalharthi