لعل أسوأ اطلالة على سجاد مهرجان مراكش السينمائي الدولي في دورته السادسة عشر ، هي لبطلة الفيلم الوثائقي "رجاء بنت الملاح" ،الذي لم يعرض في مراكش لكنه سبق أن عرض في مهرجانات أخرى وحظي بجوائز عديدة داخل وخارج المغرب ، حيث تناول قصة رجاء التي دخلت ذات زمن عالم السينما المبهر وفازت بجائزة أفضل ممثلة ضمن فعاليات مهرجان مراكش الدولي عام2003،كما حصلت على جائزة أفضل ممثلة عربية في نفس العام بمهرجان البندقية، لتجد نفسها وحيدة بعد ذلك تقاوم وضعاً هشاً وتحيا في حي الملاح القديم الهامشي، تعاني شظف العيش على أمل أن تفتح لها أبواب عالم الفن السابع ذات زمن ، لكن الحظ لم يبتسم لها بعد.هي فرصة وحيدة لم تتكرر صعدت بها إلى مصاف النجوم لتفتح عينها على واقع مرير.
وقد التقط المخرج عبد الإله الجوهري مأساة رجاء وتتبع حياتها من الأضواء الى حي الملاح الهش وسجل معاناة إنسانية مؤثرة .رجاء ابنة مراكش بعد الشهرة التي مرت مثل البرق، حاولت أن تكون على الأقل قريبة من النجوم وتعيش أجواء المهرجان مع أهل الفن، لكن لا أحد كان يعترف بها وعادت من جديد إلى قهرها اليومي تقتات من بيع السجائر بالتقسيط وتؤدي بعض الأدوار مع صناع الفرجة الشعبية في ساحة جامع لفنا .
ظهرت رجاء بنسالم وهو اسمها الكامل هذا العام على سجاد مهرجان مراكش في دورته السادسة عشر ،وهي رغبة ملحة حققتها عن طريق بعض التدخلات خاصة مخرج الفيلم وبفضل شهرتها وتعاطف البعض مع قصتها من خلال الفيلم الوثائقي .لكن ظهور رجاء لم يكن بمستوى النجوم ولم يتم الاعتناء بها كما ينبغي لتكون إطلالتها محط استغراب واندهاش خاصة من طرف المشرفين على الغولوكين وجمال مظهر ضيوف المهرجان. لتعكس رجاء معاناتها المستمرة في الزمان والمكان ،فحبها للفن وشغفها به للأسف لا يؤهلها بعد لكي تقتحم عالماً يتطلب كثيراً من الجهد والاشتغال على تطوير الذات،كما يتطلب مؤسسات فنية حقيقية تقدم الدعم للموهوبين. رجاء على ما يبدو لن تحقق رجاءها وستعيش مفتونة بسحر الأضواء التي لامستها يوماَ دون أن تنير حياتها الصعبة ،الجميل في رجاء أنها لا تفقد الأمل وحضورها ضمن نجوم مراكش هذا العام جزء من تحقق الحلم .