لماذا كلما ابتعدت خطوة عنك اقتربت منك أكثر. البعد صعب، حسنته الوحيدة أنه يعلمنا كم هي نعمة القرب. كانت السعادة تفيض في ثنايا الساعات، وعلى مدار الأيام، كان الفرح صديقا وفيا لنا لم يفارقنا. المسارات البعيدة محفوفة بالمخاطر، مهما بدت مغرية. حينما نبحر، نعتقد لوهلة أننا نحتضن الجديد، نكتشف بعدها أننا نحتضن الوهم ونفارق الحقيقة.
ندرك أن الألوان الفاقعة والأضواء الملونة ستار بسيط، تسقط في أول مواجهة. بينما المعدن الأصيل يبقى أكبر من كل المتغيرات. الأوفياء في الحياة يطلعوننا على الوجه الجميل لهذا العالم. يعطوننا مبررات أكثر للتفاؤل والسعادة.
وجودك في حياتي يشعرني بالأمان. يجعلني أستعيد توازني ولهفتي للمستقبل. أنت الحقيقة الذي كانت يوما حلما. الأخريات محاولة استنساخ فاشلة لك، الألحان اقتباس ناقص من أنغام صوتك. الجمال بكل ما يحويه شيء من اكتشافاتك.
تستوعبين كل حالاتي. فضاء التسامح فيك عالم لا ينتهي. فعندما أكون الجنون تكونين أنت العقل. وحينما أذهب في أقصى حالات التطرف تكونين التوازن. وعندما أتمادى في أنانيتي تكونين الإيثار. الحياة بدون من نحب عمر يسرق منا. رصيد لنا يختطف دون إرادتنا.
أريد أن نسير معا دروب الحياة. نحمل معنا ماضينا، ونستمتع يحاضرنا. لن ننزع الصفحات المشوشة في رحلتنا، لأنها على صعوبتها، علمتنا قيمة اللحظة التي نعيشها مع بعضنا البعض. وكشفت لي كم أنا محظوظ في هذا العالم. وكم أنت استثناء. رحلتنا سويا الآن بدأت، والمستقبل يبشرنا بالأجمل.
اليوم الثامن:
... السعداء فعلا في هذه الحياة
الذين يعرفون من يستحق الحب
ويذهبون ا للمدى الأخير من أجلهم