جسور المحبة

محمد فهد الحارثي


جدد علاقاتك مع أسرتك. بادر بالتواصل والسؤال. مد جسور المحبة مع الآخرين, فالأسرة رصيد لايعوض, ونحن تشغلنا الحياة ويلهينا الركض فننسى أقرب الناس، ونحسب أن الحياة سباق للفوز بأكبر حصة. ونكتشف أن الركض وحيدا هو هدر للطاقة، وإحساس بالوحدة. الحياة تبني على المشاركة، ومن الصعب أن تجد شخصا يضحك وحيدا، بل يحتاج إلى من يشاركه الضحكة لكي يشعر بها.

حينما يسيطر الأنا على تفكيرنا، تفقد الحياة إنسانيتها، تصبح الماديات هي اللغة السائدة بين البشر. وندرك في لحظة وربما متأخرة، أن ما يصنع الفرق هو المشاعر الحقيقية. أما المظاهر فهي صور عابرة تذوب عند أول مواجهة مع حقيقة الواقع.

وأكثر الأمور مرارة حينما تصبح الأسرة عالما متباعدا، كل فرد يفكر في ذاته. يبقى الرباط الوحيد بين الأعضاء هو اسم الأسرة المشترك، وربما المسكن الواحد، ولكن تفصل بينهم مسافات كبيرة. يصبحون غرباء عن بعضهم البعض، ويحاولون أن يعوضوا النقص في عالم آخر يصنعونه في الخارج، أو يتوهمون أن هناك مجتمعا آخر أقرب لهم من أسرهم.

 الشخص بدون أسرة ينتمي إليها ويقلق من أجلها ويفرح لفرحها، هو غريب مهما كانت الحشود التي حوله. الأسرة هي المنبع الذي يمنحنا الحب والثقة والقدرة على العطاء. وإذا افتقدنا أسرة تغذينا بالحب ونبادلها الحنان، فإننا نغامر بالطيران في عالم قاس بدون أجنحة تحملنا.

نواجه في حياتنا أفرادا لا يفكرون إلا في أنفسهم، فلسفتهم الأخذ دون العطاء. حساباتهم دائما أنا ومن بعدي الطوفان. لكنهم يفتقدون السعادة الحقيقية. فالمسألة لا تستحق التعقيد. فعندما تحب للآخرين ما تحب لنفسك. وتجعل الرقيب الذاتي يحدد ما لك وما عليك، فهذا يعطي الوصفة الناجعة للشعور بالحب والأمان.

مراجعة الذات تعطي فرصة لمعرفة أخطائنا قبل ميزاتنا. ولغة الحب والمبادرات الإيجابية تفتح المجال للتقارب والتواصل مع الآخرين. كل فرد من الأسرة يستحق منَا الاهتمام والعطاء، والكلمة الطيبة، على بساطتها، تذيب كتل الجليد، وتحيي المشاعر من جديد.

 

اليوم الثامن:

في كل معركة هناك انتصار وخسارة

ماعدا الأسرة فكل تنازل معها هو ربح

وكل تضحية من أجلها مصدر للسعادة