يبحثون عن المتعة يذهبون للحد الأقصى. يؤرقهم الفراغ، ويفتقدون الذات. أصعب أنواع المرارات هو الشعور بفقدان الذات. حينها تصبح الأشياء كلها متشابهة، والمشاعر باهتة. أحيانا يكون الهروب بالاستهلاك، واللهو بالشيء الجديد، كأنه وسيلة لتغييب الواقع. وأحيانا بالانغماس في عالم اللذات كوسيلة للتعويض.
يكتشف الشخص لاحقا أن كل هذه الوسائل هي مجرد محاولة لحجب نور الشمس. وأن المنطق يتطلب المواجهة لا الهروب. المسكنات لا تعالج، والشفاء أحيانا يتطلب تجرع المر. والحياة، كما علمتنا، ليست سعادة مطلقة، بل هي مجموعة أشياء من فرح وحزن ونجاح وفشل. وتقبل هذه الحقائق يجعلنا أكثر واقعية، ويقوّي من إرادتنا، وثقتنا بأنفسنا.
النهايات الدرامية عادة تكون خلفها قصة هروب. حينما نتحاشى مواجهة واقعنا فإننا نزيد من صعوبة الوضع. الوهم يخدع. والألوان الفاقعة لا تلغي ما تحتها من معطيات. الحياة تتطلب منا الثبات، والتعامل مع ما هو متاح من إمكانات. كما أن الواقعية تجعلنا نضع طموحاتنا حسب قدراتنا. فالذكاء الإنساني هو الذي يجعلنا نبتعد عن المقارنات، ونركز على القيم والأهداف.
المتعة الحقيقية هي في الشعور بالأمان، والتأقلم مع الواقع، والتفاؤل بالآتي. في حين أن المواجهة تعلمنا الشجاعة، والإدراك بأن التحديات جزء من جمالية الحياة. ويظل التمسك بالأمل هو الذي يمنحنا طاقة هائلة لمواجهة المستجدات، فكل يوم جديد يحمل قصة غامضة، وبداية حلم.
حينما يصدق الإنسان الوهم، ويبني لنفسه عالما افتراضيا بعيدا عن الواقع، فإنه يحارب نفسه من حيث لايعلم. بينما الثبات على المبدأ هو الذي يحمي الشخص من الشطحات القاسية. ومهما كانت الصورة مشوشة والحقائق مقلوبة، فإن الارداة تصنع المستحيل. والمحاولة بداية الطريق للنجاح مهما كانت صعوبتها، لأن الظلام الحالك هو بداية النور. كما أن الفجر يولد من رحم الظلام.
اليوم الثامن:
المتع الوقتية كالعبارات الخادعة ...
مثيرة عند سماعها، مخيبة في نتائجها