دعني أستعيد العمر معك. دعيني أعوض العمر الذي مضي. أقبلت إليك من عصر الجمود. حيث لا حياة ولا مدى. ما هو العمر إذا عشناه في قائمة الانتظار، وما هي الحياة إذا كنا نحلم بفرح يعشمنا بالحضور ولم يأت، وبأمل ما زال يعيش بقوة الدفع الذاتي؟ أريد أن أعيش الحياة. مللت من رتابة السنين ومسلسل الانتظار. الحياة الحقيقية هي التي نعيشها بإرادتنا وبخياراتنا.
بطيئة هي الأيام إذا عشناها ونحن نترقب وننتظر. تصبح الساعات بطيئة. ويتحول المحيط إلى واقع كئيب. كل ساعة تمر أتحاور معها وتغادرني ودقائقها تتربص بي، وكأنها تقول هناك ساعة أخرى بكل دقائقها مقبلة عليك. لا أحد يدرك المعاناة إلا الذي يعانيها. ورغم كل الفجوات الغائرة، ورغم كل العقبات العنيدة، إلا أنني أدرك أن لحظة واحدة معك تستحق كل المعاناة التي كنت أتحملها. ما من شيء يجعلني أتجاوز وأتحمل وأتفاءل غير ضياء وجهك. وما من فرح يستحق أي ألم أتحمله غير فرح لقياك.
أحتاجك واقعا في حياتي. أحتاجك تملأ تفاصيل زمني. تنثر عبقك وكلماتك في ساعات أيامي. ما العمر إلا باقة زهور أضعها بين يديك. ما الفرح إلا بساطا ورديا أفرشه أمام قدميك. يا كل العمر ويا بدايات الفرح. يا مستقبلي الذي أنتظر، ويا حلمي الذي لا ينتهي. لن أشعر أبدا بملل الانتظار. مثلك يستحق كل العمر، فأي انتظار مهما طال، هو بعض مما تستحق.
كل يوم يمر في حياتي، أدرك أنك هناك تنتظرني، لكي نرسم سويا أجمل فصول الحياة. لم أشعر باليأس ولن أشعر، لأنني أدرك أنك هناك تتحيّن القدر الذي يمنحنا فرصة اللقاء. مطلقا، لم أفقد الأمل. لكن ما يشغلني تفاصيله وجمال لحظاته. أرجوك. لا تصدمني بالفرح في لحظات. دعني أرتوي فرحك ببطء، لكي أعطي فرصة للسعادة أن تنساب بيننا ومعنا دون ارتباك. العمر يبدأ فقط عند وجودك.
اليوم الثامن:
نعيش الحياة بكل صخب سنينها وتنوعها ...
وعند وقوعنا في الحب نكتشف أننا الآن قد بدأنا.