بداية ولادة

محمد فهد الحارثي

أشخاص يغيرون مسار حياتنا، يفتحون نوافذ جديدة، ينقلوننا إلى مدى أوسع وإلى فضاء أكبر. لا يجتهدون كثيراً في ذلك، كونهم بطبيعتهم وبساطتهم وعفويتهم يتميزون. الأقنعة تسقط مبكراً. الحقائق تستمر. وأنت منذ أن دخلت حياتي قررت أبواب السعادة أن تفتح أبوابها. وتصادق معي الفرح، وأصبحت الابتسامة عنواني.

 

في حياة كل منا نقطة تغيير. تختلف المسارات ولكن تظل هناك نقطة فاصلة. وأنا أدركت حجم التغيير بعدما اكتشفت معك الحياة. وجودك في حياتي جعلني أستعيد طفولتي. بل وركضي وجنوني. أعاد لي جزءاً من العمر كان تائها. الأشخاص الذين يعطوننا الأمل لايمنون علينا العطاء، بل العكس، يجعلوننا نشعر أننا أصحاب الفضل. هم دائما كالنسمة في حضورهم، لكن غيابهم صعب وقاس.

 

معك أستعيد أبجديات الحياة، وأفهمها من جديد. الحياة نعيشها لنتمتع بها، وليس لنرصد كم بقي من أعمارنا. التسامح يمنحنا طمأنينة، ويجعلنا أكثر تفاؤلا. الخير موجود، نحن المفروض أن نبادر.  صور جديدة للحياة لم أكن أعرفها.  كانت الأمور بالنسبة لي ضبابية. لم تكن خطواتي حاسمة، ولم يكن المسار واضحاً. كانت سنوات العمر تهرب، كتسلل الماء بين الأصابع. وبعدما شع ضياء نورك في عالمي اكتشفت أنني في بدايات العمر، ارتشف ولادات الفرح، وأسعد بالتفاصيل الصغيرة. كل فصول الربيع التي رحلت خلسة، عادت لتنبت الزهر في حدائق أيامي.

 

أعترف لك أن نظرتي للحياة اختلفت، وقاموس كلماتي تغير. وخارطة العالم تشكلت بقالب جميل. أنت المدن، والباقي فراغ. أنت الحقيقة، ما عدا ذلك أوهام.

 

 

 

اليوم الثامن:

 

أخطر ما في الذاكرة أنها تحوي آلاف الأشخاص

 

أجمل ما في القلب أن مساحته لشخص واحد فقط