انتظار

محمد فهد الحارثي

مازلت أنتظر ذلك القدر الذي يمنحني الفرح ويفتح لي بوابة الحياة. مازلت أعتقد أن الحياة ستمنحني الكثير، وأن الوقت مهما طال فالأمل كبير. أترقب الزمن وأخاطب الساعات، وأتخيل جمال اللحظة حينما تتصالح معي الحياة، وتهديني من أستحق. ما أصعب الحياة من دون رفيق. لوحة جامدة فاقدة الروح، زمن ضائع يركض من دون اتجاه.

رسمت لك صوراً كثيرة، وكتبت لك كلمات شتى. وكلما حان الليل وعدت نفسي بأنها آخر قصيدة في غيابك، ويأتي ليل لأنكث الوعد، وأكتب لك مناجاة من القلب، كلماتها لك وحدك. وحنينها دائماً لك. العمر الذي يمضي من دون أن نعيشه بإرادتنا وخياراتنا، هو عمر مختطف. سلب منا في وضح النهار. أسوأ أنواع السرقات هي سرقة العمر. 

أشخاص قلائل يصنعون الفرق في حياة الإنسان. يعلموننا التسامح والعطاء والطيبة. يعيدون تشكيل مفاهيم الحياة بالنسبة لنا. ننتظرهم لأنهم يختلفون عن غيرهم. يأخذوننا إلى عوالمهم التي ترتقي إلى معايير أعلى، وأحاسيس أنقى. هم يكشفون لنا البون الشاسع بين الخيال والحقيقة، والمسافة الطويلة بين السعادة والوهم.

متى أهرب من الألوان الباهتة لأنصهر في ألوان نورك، التي لا تخفت. أحتاج أن أتدفأ بوهج حضورك، وألتحف بنبرات صوتك. وكلما مررت بصعوبات أقنعت نفسي بأن الحلم سيكون حقيقة، وأن الأيام العجاف قد ولت إلى الأبد.

تعلمنا الحياة أن الأمل هو الطاقة التي تجعلنا نستمر. وأن كل منعطف في حياة إنسان هي فرصة مواتية لبداية جديدة. وأنا أنتظر قدومك ليبدأ عمري. لأضع النقطة الفاصلة بين الهامش الماضي، والمتن الحقيقي. وحينما أشعر بقرب قدومك يتحول جفاف الحياة إلى غيث من الحنان.

 أعدك بأنني سأجعل من كل يوم معك عمراً بكامله، وسأجعل من العمر زمناً لا ينتهي، ومن الفرح قصيدة تتشكل بكل الألوان.

اليوم الثامن:

نوهم أنفسنا حينما ننشغل بالخيارات

القدر دائماً يمنحنا أفضل ما نستحق