مغامرة الظل

محمد فهد الحارثي

أعترف أنني خطوت في المسار البعيد، وغامرت في مساحة لم تكن لي، لأكتشف كم أنا لك قريب. وكم حضورك طاغٍ حتى في غيابك. نعم. كانت خطوات متهورة بل حمقاء. ولكن لكل عملة وجهان. فالزيف يكشف قيمة الحقيقة. والظلام يعلمنا قيمة النور.

نخطئ حينما ننظر للصور الخارجية، حين تشغلنا الفلاشات عن الظلال القاتمة. نعتقد أن الآخر هو الأفضل، وأننا نكتشف الشيء المثير في التجربة الجديدة. التجارب تعلمنا أننا نعيش الوهم لنكتشف الحقيقة متأخراً. الحياة تمنحنا عادة ما نستحق، نحن بجشعنا وأنانيتنا نفرط في أفضل ما لدينا على مراهنات خاسرة.

نتوهم للحظة أننا الرابحون، لنكتشف أن قيمة الصدق والنقاء لا يعادلها شيء آخر. وأن من يمنحنا الحب الخادع هو الذي يتعامل مع المشاعر كصفقة محسوبة المصالح. أي حب هذا الذي يأتي ضمن شروط الصفقات. وهل نحن سذج لكي نقول الكذبة ثم نصدقها. يا لقساوة الصور حينما نراها بعد خفوت وهج البدايات.

لم أكن احتاج لدليل إضافي لاكتشف نقاء حبك وشفافية روحك ورقي أخلاقك. المقارنات معك صعبة، بل محرجة. لا يستطيع الزيف أن يهزم الحقيقة. كما أن الليل بكل ما فيه يتراجع عند بزوغ أول بدايات الفجر. بجوارك الأشياء تتلاشى، بل تنعدم. نور حضورك يمنح الفرح لكل من في المكان.

الأشخاص الذين يملكون العفوية في حضورهم. هم ذاتهم. لا يجتهدون لكي يكونوا أي شيء آخر. فبمجرد كونهم أنفسهم يصبحون هم الأقرب. المشاعر الإنسانية لا تحتاج إلى اجتهادات كثيرة. العودة إلى الأساسيات وفطرة الإنسان النقية تفتح قنوات التواصل وتجعل الناس أقرب إلى بعضهم بعضاً. وأنت كونك ذاتك هو تميز يكشف حجم الفارق مع الآخرين. صعبة المقارنات بين التضاد.

خطواتي التي مشت بي بعيداً كشفت الفرق بين الظل والنور، الصورة والأصل. خطواتي التي سارت متثاقلة بعيداً عنك، تعود إليك ركضاً. أريد أن أقلب الصفحة القاتمة في حياتي لأبدأ معك الحياة من جديد.

اليوم الثامن:

هناك مساران في العلاقات

وهمي حتى لو كان حقيقة...

وحقيقي أجمل من كل الخيال