اللوحة الناقصة

محمد فهد الحارثي

الثقة هي التي تصنع الحب، الاحترام هو الذي يغذيه. مهما كانت عواطفنا، متى ما رحل الاحترام تلاشى كل شيء. أحتاجك بكل ما فيك. لا تجعل الظنون تخلق مسافات بيننا. لا تسمح للهواجس أن تجد طريقها إليك. اختياري في الحياة هو أنت. ما عاد هذا الكون كله يشغلني. نظري امتداده أنت. ومحوره عينيك، وأقصى مدى هي المسافة التي بين يديك.

الشكوك أوهام نخلقها في خيالنا، وتختطف واقعنا. ما من شيء في هذا العالم يحسسني بالأمان والتفاؤل إلا وجودك. هل يمكن لإنسان عاقل أن يبدل النور بالظلام، والفرح بالحزن، والمستقبل بالماضي؟ حينما تمنحنا الحياة ما نتمنى ننشغل، حتى لو بصغائر الأمور، وكأننا نعاقب أنفسنا على حقنا في السعادة. لماذا دائما نحرم أنفسنا من السعادة الكاملة، حتى عندما نضحك نخاف، ونتوقع أنه نذير لأخبار سيئة. هل نعاني من عقدة بأننا لا نستحق السعادة ؟!. أرجوك، لا تجعل الرتوش الصغيرة تشوه اللوحة الكبيرة. لا نسعى لتدمير كيان بنيناه بمشاعرنا.

المشاعر الحقيقية أكبر رقيب على الإنسان، هي البوابة والحارس. مشاعري وأحاسيسي تشكلت بكلماتك. وأنا كلمة ناقصة تكتمل بحضورك، وكل مكان أخطوه أتخيل ملامحك، وأي منظر جميل أراه أشعر بتأنيب الضمير إذا لم تشاركني جماله. مشاعر الحب هي الأسر الوحيد الذي يستمتع به الإنسان، لأنه يرتبط بمشاعره، ويمارسه بمحض إرادته.

دعنا نمنح أنفسنا الفرح الذي نستحق، دعنا ننسج معا قصة نصوغها بإرداتنا ونرسخها بثقتنا. مهما كانت المتغيرات فلن تستطيع أن تبدل من واقعنا شيء. المؤثرات الخارجية لا تشكل لي قلقا. خوفي فقط من أنفسنا. أعرف أننا متى أبحرنا السفينة معا بقلب واحد وإحساس صادق، فلن تهتز، بل ستكون كل الشواطىء بيوتنا، وكل مواعيد الفرح أيامنا.

 

اليوم الثامن:

الشكوك أوهام ...

يعاني منها الشخص

ويدفع ثمنها الآخر.