نقطة البداية

محمد فهد الحارثي

هل قلت وداعا!.. صفحة كانت في كتابك وانتهت. محطة عابرة في طريقك ورحلت. ما أصعب هذا الإحساس حينما تشعر بأنك تقدم أهم ما لديك، وأغلى ما عندك إلى شخص أصبح مجرد وهم. استخدمك كمحطة عبور واختفى. هل الحياة لديك انتصارات تسجلها لترضي غرورك؟ وهل المسألة لديك مجرد أرقام، والمشاعر والكلمات هل كانت جزءاً من متطلبات المرحلة؟ أم  رتوشاً لتجميل اللحظة من منطلق أن الغاية تبرر الوسيلة؟ يا لقسوة الإحساس ومرارة الواقع حينما يخذلك الشخص الذي تراهن عليه، والحلم الذي تسعى من أجله.

نعم. غيرت كثيراً من الحقائق وتجاوزت الكثير من الأمور من أجلك. بل من أجل حلم تخيلته فيك. أوهمتني أنك القدر الذي انتظرته سنين، وأنك الطريق الذي يقود إلى السعادة. ما أقوى هذه المغريات في جذب مشاعر أي إنسان. حينما تسيطر المشاعر تذهب البصيرة. وأنا رسمت فيك المستقبل الذي أنتظر والحلم الذي أريد، لأكتشف أن الرسومات أجمل من الصورة، وأن ريشة الفنان قد تخدعه من حيث لا يدري.

أتساءل: هل كنت لك مجرد تجربة تدونها في ذكرياتك، ولماذا؟ وأكتشف أنك غادرت لتتخذ قرار الاستقرار في الجانب الآخر، وكأنني كنت الاستراحة لتنتقل بعدها إلى المنزل. وماذا تفيد المبررات والاعتذارات، وهل عمر الإنسان حق مشاع؟ أعلم أن كل يوم في حياتي هو عمر بذاته، وكل إحساس ينبض به قلبي أمنحه فقط لمن أشعر به. لا تعتقد أن مشاعر الناس رخيصة،  فربما هي رأس مالهم الوحيد.

هل أعاتبك. وكيف؟ بعض المواقف تتجاوز الكلمات، وتصبح عديمة جدوى. ولن أعاتب نفسي. فالمعادن الأصيلة لا تلوثها الشوائب. فما زلت أؤمن أن الخير مازال موجوداً، والحياة تقسو في لحظات، لكنها في نهاية المطاف تمنحنا ما نستحق. الحياة تبدأ الآن.

اليوم الثامن:

التجارب القاسية ليست كلها سلبيات ...

فرغم آلامها إلا أنها بوابة الفرص الجديدة

فعند إغلاق باب تفتح عشرات الأبواب