تتغير الفصول، وتتبدل الأيام، ويتعاقب الليل والنهار، كل شيء متحول. إنه زمن التغيير. ماعدا مشاعري نحوك هي التي لا تتغير، بل هي تنمو وتتجدد. أنت عالم مختلف كله عطاء وحب وطيبة. كائن مختلف عن بقية البشر. للهواء لغة هي النسيم، وللضوء لغة هي الظلال، وللحب قاموس، هو أنت. نهر من العطاء يفيض في عالمك، يجعلني أعيد حساباتي وأطرح تساؤلاتي. كيف يسمو الإنسان برقيه ونقائه، ويصبح محوراً من دون أن يدري؟. كيف له بعفويته وتلقائيته أن يتحول إلى بقعة نور في محيط مزدحم بالألوان؟.
في حياتي محطات مختلفة، سارت بدروب متعددة، كنت أنت فيها صمام الأمان. تستوعبين كل حالاتي، تفهمينني في كل أوضاعي. فأنا الجنون، بينما أنت العقل.. أنا التطرف، بينما أنت التوازن.. أنا الذات، بينما أنت المجموع. أعترف أن أولوياتنا لم تكن متطابقة، ففي أجندتي كنت أنا أولاً، وربما ثانياً. في حين سلم أولوياتك كان بالمقلوب، تضعين الجميع في المراكز الأولى، ويختفي اسمك في آخر القائمة، لكنه الأكثر وهجاً والأقرب للجميع.
تعلمت منك الكثير، كيف أن السعادة ليست في ما نمتلك، بل في ما نعطي. وأدركت أن العطاء ليس في المادة وحدها، بل في المشاعر والأحاسيس والكلمة الطيبة. كل الضوضاء التي في العالم لم تكن تعني لك شيئاً، بينما همسة فرد واحد من أسرتنا، كانت تمثل لك مصيراً. أعرف معان كثيرة للعطاء، ولكن أن يجير إنسان عمره كله لصالح الغير، فهذه تجربة أعادت رسم مفاهيم الحياة لي بشكل جديد.
كيف يمكن لنا كأسرة أن نوفيك حقك، وماذا في الوجود يعوض لك سنين العمر وسهر الليالي. أعرف أن لديَ الكثير من القصور، وربما تجاوزت في تصرفاتي، وأخطأت في قرارتي، لكنني أدرك أن قلبك يغفر وأن التسامح طبعك. فأنا منك تعلمت الحب، وفهمت معاني الحياة. دعينا معاً نصنع من الحاضر أجمل العمر، ونتفاءل بغد جميل.
اليوم الثامن:
كل قراراتي في حياتي
تحتمل الخطأ والصواب
ماعدا اختياري لك
.. فهو أفضل قرار.