يالحسن
حظي كونك في حياتي. يالروعة القدر الذي منحنى إياك. أنت بكلك في حياتي. أي طموح أجمل من هذا، وأي سعادة تلك التي أعيشها. كلما تحركت الأشرعة وتبدلت المسارات، تذكرت أنك في حياتي فهانت كل الصعاب. كلما خذلني أشخاص أو تفاجأت في معادن ناس، لفت بنظري إليك فاستعدت ثقتي بالحياة، وأدركت أن الخير هو الحقيقة، وأن الشوائب تمضي إلى النهاية نفسها. لاشيء يستحق أن أقلق طالما أنك في حياتي. معك تستعيد الألوان بريقها والألحان أنغامها.
في حياتي تمر متغيرات. وأكتشف اشخاصاً، وتسقط أقنعة. ترى التبدلات بالعين المجردة. ناس يهرولون من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين في لحظات تسقط فيها مبادئهم ووعودهم وتنظيرهم، لتكتشف كم هو مخجل أن يكون الشخص النقيض. وهم في ذلك لايرف لهم رمش. أين مسحوق الحياء هل انقرض من هذه الوجوه. تختلف الأشكال تماماً حينما نرتدي منظاراً يكشف الحقيقة.
مصالح تسيطر على الأشخاص. وكل يختار طريقاً. المهم الوصول، الوسيلة مبررة، حتى لو كانت على حساب الآخرين وحقوقهم. الركض سمة العصر، والدهس مشرع طالما أنه يساعد على الوصول. هذا أسلوبهم.. لأعود بنظري إليك، فأكتشف الفروقات. تعلمت منك أن أعطي ولا أنتظر المقابل. وأن نستمتع بما منحنا، ولا نشغل نظرنا بما ليس لدينا. كم هو رائع حينما تكتشف أن الأشياء تتشكل حسب الطريقة التي تفكر بها. وأن الأمور نسبية، وليست تماماً كما تبدو.
معك ترسخت قناعاتي. العطاء لغة الأشخاص الواثقين. وكلما سما الشخص صغرت الكبار في نظره. كم أشكرك ليس فقط لأنك في حياتي، بل أيضاً لأنك رسمت خارطة طريق سعادتي. ما يشغلني الآن كيف نستمتع بيومنا، وكيف نصنع الفرح لمن حولنا، ولمن يستحق.
اليوم الثامن:
آلاف يعبرون الذاكرة ويتلاشون
واحد فقط يشكلها ويرسم الطريق