أسعد إنساناً تُسعد، وارسم الابتسامة على وجه شخص تفرح. وأحب الناس يحبونك. وتفاءل بالخير تجده. كل يوم نعيشه هو منحة إلهيّة أكرمنا الله سبحانه وتعالى بها. ومن يسعى لسعادة الآخرين، تأتيه السعادة من حيث لا يعلم.
الحياة ليست ما نعيشها، بل كيف نراها. فاحتياجات الإنسان بسيطة وأطماعه كبيرة. الإنسان المتوازن هو الذي يقدّر قيمة الأشياء التي بين يديه، ويتصالح مع نفسه، ويسعد من حوله، وفي الوقت نفسه يسعى لتحسين وضعه باعتدال. الكمال في الحياة محال، ولكن القناعة تمنحك الراحة، وتضفي الاستقرار النفسي على الإنسان.
يلهثون ويتقاتلون. بعضهم يختطف انتصاره عنوة، وآخر يحقق أمجاده على جماجم الآخرين. سباق عاصف وركض متواصل. والرابح الحقيقي هو من يرى الأمور بحقيقتها، ويسعى للوصول؛ ولكن ليس على حساب نفسه وأهله. التحديات جزء من جمالية الحياة، ما لم تتحول إلى هاجس وحيد في حياة الإنسان. في حين أن القدرة على عمل التوازنات شرط لحياة مستقرة ومعتدلة.
الاهتمام بالآخرين والتواصل معهم، يجعل للحياة نكهة مختلفة. فأحياناً ننسى أن نهتم بأفراد قريبين منا، يعطوننا الحب والحنان، وننساهم وهم يتجاوزون، ويقدمون لنا الكثير. ونتعامل مع هذا الواقع كأمر طبيعي، بينما لو أعدنا التفكير لوجدنا أنفسنا مقصرين، نغفل جوانب مهمة، ربما نكتشفها حين يكون الوقت متأخراً.
العطاء لابد أن يقابل بالعطاء، والحب كالنبتة يحتاج إلى الرعاية والاهتمام حتى ينمو.
لو حاول كل منا في محيطه، داخل أسرته وفي عمله ومع أصدقائه، أن ينشر جو البهجة والابتسامة، لتغيرت أمور كثيرة في حياتنا. أشياء بسيطة لها مفعول كبير، فالكلمة الطيبة تصنع ما لا تصنعه أقوى الأسلحة، والابتسامة مفتاح لدخول القلب من دون استئذان
اليوم الثامن:
كلما كنا على طبيعتنا
وصادقين مع أنفسنا
كنا أكثر سعادة...
وأكثر تقارباً وحباً لبعضنا البعض
@mfalharthi