توفيت أشهر امرأة أحسائية تقوم بدور الطبيبة، التي تقوم بتوليد النساء منذ سبعة عقود، عن عمر ناهز "90 عاماً"، حينما كانت الخدمات الصحية آنذاك محدودة جداً، فكانت هذه المرأة، التي تدعى "أم علي"، تتنقل في مدينتها خلال ساعات الليل بين الأزقة المظلمة وبيوت الطين لتسهر بجوار سيدة ساعة مخاضها، والتي قد تمتد حتى ظهور نور الفجر أو طلوع الشمس، لتضع مولودها، ليجد يدي "أم علي" أول يد تحنو عليه، لترفع بصوتها الجهوري التهليل والتكبير فرحاً بأن سهل الله تعالى عليها ولادتها، ولا تغادر منزل المرأة حتى تطمئن على سلامتها وصحة جنينها، لقد كانت هذه المرأة طوال سبعة عقود كملائكة الرحمة تتطوع قربى لوجه الله الكريم، ولا تبتغي إلا رضاه، وكانت ترى في ذلك سعادة لا يعادلها شيء، وهكذا رأت بعينها يوماً بعد آخر سكان مدينتها يتزايدون، وكانت تنظر إليهم جميعاً كأبنائها.
هذه المرأة يصفها أحد الأشخاص بأنها تمتلك شخصية وجاذبية خاصة تتفرد عن بقية نساء جيلها، فقد كانت البسمة وسعة الصدر والكرم رفقاءها طوال عمرها، الذي امتد قرابة القرن، مما جعل شعبيتها تمتد طوال عمرها، ورغم شظف العيش الذي كانت تعيشه غالبية النساء آنذاك، إلا أنها لم تخص في ذلك أقربائها، فقد كانت ترى كل النساء إما شقيقاتها أو بناتها، والحال ذاته في الرجال، فهم إما إخوانها أو أبناؤها، وكان بيتها الصغير الذي يتوسط إحدى أزقة مدينة المبرز الحضن الدافئ الذي تحن إليه نساء المدينة والقرى المجاورة عصر كل يوم، إلا أن هذا الحب الكبير الذي أغدقته على هؤلاء الناس وجدت آثاره حينما أعلن عن وفاتها، فقد بكاها كل من حضر تشييعها، وشعر كل من رفع النعش بأنه يحمل أمه ألماً وحزناً عليها.
هذه المرأة يصفها أحد الأشخاص بأنها تمتلك شخصية وجاذبية خاصة تتفرد عن بقية نساء جيلها، فقد كانت البسمة وسعة الصدر والكرم رفقاءها طوال عمرها، الذي امتد قرابة القرن، مما جعل شعبيتها تمتد طوال عمرها، ورغم شظف العيش الذي كانت تعيشه غالبية النساء آنذاك، إلا أنها لم تخص في ذلك أقربائها، فقد كانت ترى كل النساء إما شقيقاتها أو بناتها، والحال ذاته في الرجال، فهم إما إخوانها أو أبناؤها، وكان بيتها الصغير الذي يتوسط إحدى أزقة مدينة المبرز الحضن الدافئ الذي تحن إليه نساء المدينة والقرى المجاورة عصر كل يوم، إلا أن هذا الحب الكبير الذي أغدقته على هؤلاء الناس وجدت آثاره حينما أعلن عن وفاتها، فقد بكاها كل من حضر تشييعها، وشعر كل من رفع النعش بأنه يحمل أمه ألماً وحزناً عليها.