الأنانية أفضل وسيلة لقتل المشاعر واغتيال الأحاسيس. من يمارس الأنانية فهو يساهم بشكل مباشر في صنع حاجز بينه وبين من حوله. الشخص الأناني محروم من الإحساس بالمشاعر الطبيعية، لأن محور الكون بالنسبة له هو ذاته، لهذا يخسر الإحساس بالمشاركة والمتعة في التواصل مع الآخرين. الأناني شخص ماهر في إخفاء ما يبطن. ويحاول تقديم صورة مغايرة لحقيقته. وهو في سبيل الوصول لغاياته يبرر لنفسه أي شيء.
ومن أصعب الأمور حينما يكون هذا الشخص الأناني في حياتك وتضطر أن تتعامل معه كحقيقة واقعة. وربما أنك تتجاوز عن الكثير من أجل أن تستمر العجلة، لكنك أيضا لا تتوقع الجحود. هؤلاء الذين ينكرون العطاء ويستبيحون أي شيء من أجل ذاتهم، تستغرب ماذا يحتوون في داخلهم. هل هم مثل بقية البشر يضمون بين أضلعهم قلباً، وفي مشاعرهم ضمير؟!. ما أقسى الجحود. جارح حدَ السيف، قاتل حدَ الغصة.
الأناني يجسد الوجه الأمثل للانتهازية. هو الكون، وغيره هامش. هو كل شيء، والآخر لاشيء. وبغض النظر عن الصورة والأسلوب الخارجي للشخص الأناني فهو من الداخل جبان. يغلف نفسه بهامش كبير من الزيف حتى لايرى الناس ما بداخله. يختطف منا العفوية والبراءة، لكنه محروم من السعادة الحقيقية. لأن من شروطها العطاء وحب الآخر. أحياناً تتعاطف مع الأناني لأنه محروم، ومن الصعب أن يكون قنوعاً، فتجده في صراع محموم لامتلاك كل شيء، مما يحرمه الإحساس بالاستقرار والطمأنينة.
لو يستطيع هؤلاء أن يجدوا مساحة للآخرين في عالمهم. لو يعيدوا حساباتهم ويخاطبوا ضمائرهم لتكون الرقيب الذاتي عليهم، لكانت الحياة أطيب وأفضل. متى نستطيع أن نفهم أن بالإمكان أن ننعم بأشياء كثيرة في الحياة دون أن نختزلها وحدنا؟ الحياة تمنحنا الكثير. نحن نظرنا محدود. لو مددنا بصرنا للأفق الأبعد، لوجدنا ألواناً أزهى، ولرأينا الغد بصورة أجمل.
اليوم الثامن:
كل شيء تحتكره وحدك يمكن أن يزيد
ماعدا السعادة.. فهي تشترط المشاركة لتعيش.