مسح دماغي يتنبأ بالجرائم قبل حدوثها

3 صور

ربما يحمل العنوان بعض المبالغة، لكن العلماء في طريقهم للتوصل إلى هذه النتيجة. فوفق دراسة حديثة سوف يتمكن مطبقو القانون من معرفة أي من المجرمين أو الجناة يمكن أن يخرق القانون مرة أخرى عن طريق اختبارٍ علمي مدروس.

أجرت الدراسة العلمية مؤسسة Mind Research Network المستقلة في مدينة ألبوكيركي بولاية نيو ميكسيكو الأمريكية على نحو 96 من مجرمين ذكور لتبين احتمالية تعرضهم للانتكاس أو مايعرف بالـ Recidivism عن طريق مسح دماغي يقيس نشاطات منطقة في الدماغ تعرف باسم القشرة الحزامية الأمامية (ACC). فمالذي يميز هذه المنطقة؟ يقول عالم الأعصاب وكبير معدي الدراسة في تصريحه لصحيفة الهفينغتون بوست، د.كينت كيل، إن هذه المنطقة من الدماغ مرتبطة بالسيطرة على الانفعالات، وترتبط الانفعالات بالقرارات المتهورة التي تعيد مرتكبي الجرائم مرة أخرى وراء القضبان. وفي حين تبدو النتائج بعيدة الاحتمال؛ يعتقد الدكتور كينت أن النشاط الدماغي هو أفضل مقياس موجود للتنبؤ بالانفعالية، وبالتالي العودة إلى الإجرام.

الانفعالية بضغطة زر
قام الباحثون في الدراسة بقياس مدى سيطرة السجناء على اندفاعيتهم باختبار بسيط. حيث عرضوا عليهم شاشات تبين الحروف "X" و "K"، وطُلب منهم الضغط على زر بأسرع مايمكن عند ظهور الحرف "X" فقط. وحيث إن الاختبار صُمم ليظهر حرف "X" بشكل متكرر فقد اعتاد السجناء الضغط على الزر بسرعة وكان عليهم كبح اندفاعهم للتوقف عن ضغط الزر عند ظهور حرف "K". في الوقت نفسه استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أو (fMRI) لالتقاط النشاط في منطقة ACC في أدمغة السجناء تحت الدراسة. فوجدوا أن انخفاظ مستويات النشاط في هذه المنطقة يتوافق مع معدلات خطأ أكبر في الاختبار السابق وبالتالي زيادة الاندفاعية.

تقرير الأقلية
لايزال الدكتور كينت غير مقتنع بأن استخدام هذا الاختبار البسيط سوف يحدد بشكل قاطع المجرمين الذين يمكن أن يشكلون خطرا متكررا على المجتمع. لكنه ومجموعته من الباحثين متفائلين بهذا الكشف ويسعون للقيام بالمزيد من البحوث واختبار عدد اكبر من الأشخاص وجمع المزيد من البيانات كجزء من دراسة أكبر بكثير ستقام في سجون ولاية نيو ميكسيكو. حيث يُرجى من هذه الدراسات فتح المجال أمام السلطات لاستخدام هذه العلامات البيولوجية لإعطاء الأولوية للمجرمين المعرضين لخطر الانتكاس والمساعدة في توجيههم لبرامج إعادة التأهيل المناسبة لهم. في الوقت نفسه قد يثير استخدام نتائج هذه الدراسات الجدل حول مدى أخلاقية اتهام الشخص بالذنب بناء على الافتراض قبل ارتكابه أي جريمة، مما يعيد إلى أذهان محبي الأفلام فكرة فيلم ستيفين سبيلبيرغ Minority Report، والذي يناقش ذات الجدل الأخلاقي في عالم مستقبلي تعتمد فيه الشرطة على عدة أشخاص موهوبين بالتنبؤ بالجرائم والقبض على مرتكبيها قبل حدوثها.

فهل يمكن أن نتوصل في المستقبل إلى معضلة مشابهة؟