حاول أن تتواصل. حاول أن تشجع الحوار. اللغة تقرب الناس، الصمت يخلق المسافات. لماذا نصر على الخصام، و نبني حائطاً وهمياً ونحن في المكان نفسه؟. لماذا نجعل الأمتار البسيطة آلاف الأميال، ونتصيد الكلمات، ونتعمد تسجيل المواقف، ورصد كل الهفوات؟.. هل العمر رخيص لنضيعه في سراديب العتاب وغرف الاستجواب والأسئلة التي لا تنتهي؟.
السلبية تجرح المشاعر، والتجاهل يقتلها. بينما لمسة اهتمام بسيطة، وكلمة طيبة، تجعل من هذا العالم كله مساحة للفرح والتفاؤل. الاختلافات أمر طبيعي، وتباين الآراء موجود في كل مكان. لكن لماذا نجعل من كل خلاف نهاية، ومن كل نقاش أزمة؟. هل ما بيننا هو شيء عابر، أو شي هش قابل للكسر عند أول منعطف؟. هل يمكن نضحي بكل هذه الأحاسيس والمشاعر لأجل مواقف نحن أكبر منها، والأسوأ أننا نحن من نصنعها؟.
رأيتك القدر الذي انتظرته سنين طويلة، والطريق الذي يرسم السعادة.. لا تخذلني. لا تحطم كياناً غيرت كثيراً من الحقائق، وقدمت كثيراً من التضحيات لأجله. ومازلت أراهن أنه الخيار الصحيح. المبادرات من طرف واحد ظلم للمشاعر وتجاهل للعدالة. نقسو على الآخر حينما نتوقع منه أن يستمر في تضحياته وكأننا نعاقبه على العطاء الذي قدمه. نصبح مفرطين في أنانيتنا ونحن نصر على الأخذ، فيما نتوقع من الآخرين استمرارية العطاء.
لو بادر كل منا بخطوة صغيرة لاختصرنا مسافات وهمية موجود فقط في خيالاتنا. دعنا نمد الجسور مع بعضنا بعضاً، فما بيننا يظل أكبر وأغلى. لنجعل من التسامح أسلوباً لنا في حياتنا. فالحياة تقسو علينا إذا حاولنا دائماً أن نفرض شروطنا، وتحتضننا بحب إذا استطعنا أن نفهم لغتها.
اليوم الثامن:
فجأة نكتشف أننا نسينا المشكلة
وبقيت فقط مرارة الفراق...