صباح
الاكتشاف الجديد. حينما نقرأ الأحداث كيفما كانت، وليس كيفما تخيلنا، وقتها ننتقل إلى عالم الواقع ونغادر الأوهام. الحياة التي تبنى على الانتهازية لن تدوم. أَبعدَ أن منحتك الحب والعطاء ومشينا مشواراً بكل ما كان فيه من تحديات وصعوبات وترجمنا أحلامه إلى واقع، نصل إلى نقطة مفترق الطرق. أَبعدَ ما جعلت حياتي سجادة تمشي عليها لتحقق طموحاتك وانتصاراتك، فجأة تضع نقطة فاصلة وتنتقل فيها إلى حياة أخرى وعالم جديد، وكأن الماضي وصمة تريد الخلاص منها.
أي قلب يجرؤ على محو كل الصفحات البيضاء من أجل أنانية مفرطة؟. أي إحساس تملك هذا الذي يستطيع أن يلغي مراحل وعمراً من حياته في لحظة وكأن شيئا لم يكن؟. يصيبني الذهول حينما أرى قدرة البشر في التغير. يتملكني الخوف حينما أرى القيم تصبح مجرد وسائل، والغايات تتعرى بوجهها القبيح في لحظات المواجهة.
لن ألومك، ولكنني أحاول أن أفهم.. هل كان كل الطريق مجرد تمهيد لحياة جيدة؟. هل الحياة لديك محطات تنتهي من واحدة وتبدأ الأخرى؟. يالسخافة الحياة، حينما نحارب على التفاصيل الصغيرة ونكتشف لاحقاً أننا في الطريق الخطأ. ما أردأ الحياة حينما تسقط الأقنعة، ولاندري هل كنا نحن الساذجين أم أن الآخرين متمكنين في الخداع؟. لايهم. النتائج واحدة. متى أسدل الستار وانتهت المسرحية لاتجدي التبريرات لإصلاح الأخطاء القاتلة.
الحياة فصول متباينة وأنا اختصرت حياتي في فصل واحد هو أنت. الحياة عناوين متعددة، وأنا عنواني كان ثابتاً ولم يتغير، اسمك فقط. لاكتشف لاحقاً أنني عشقت الوهم، وأبدعت في الخيال. فاللهفة للأحاسيس الصادقة تخدعنا، تصور لنا واقعاً مختلفاً، وتقودنا إلى استنتاجات خاطئة.
صباح يومي هذا ليس ككل الصباحات. تكتشف العالم وكأنك تراه للمرة الأولى. كل شيء لم يعد كما كان، لا البشر ولاحتى الألوان. الموسيقي فقدت إيقاعها والرسومات شخبطة صبيان. وهل يمكن أن أسمح لحياتي بالانهيار؟. لا، سوف أجعل من كل مراحل الماضي مقدمة لعالمي الجديد. سوف أزرع التفاؤل في كل زوايا المكان، وسوف أحقق الأحلام التي عاشت فترة طويلة على قائمة الانتظار. الحياة الآن بدأت.. وسوف أجعل من كل يوم عمراً للفرح وموعداً للسعادة، فأنا بنفسي سوف أحقق التغيير.
اليوم الثامن:
من يحرص على استحضار الماضي في واقعه
تجرحه التفاصيل القديمة، ويخسر متعة الحاضر