"التعليم حق للجميع"، هذا أمر حقيقي للغاية، وواجب على جميع الدول والمجتمعات، أن تؤمن هذا الحق لجميع مواطنيها، ولكن ... يبدو بأن مديرية التعليم في ولاية "أزمير" التركية، أخذت هذا الحق إلى أبعاد أكبر كثيراً مما كنا نظن، حيث شمل الحيوانات أيضاً، وبقرار حكومي رسمي، بأن تجعل "قطــــاً" طالباً في الصفوف الإبتدائية بإحدى مدارس هذه الولاية التركية.
بدأت القصة حين دخل القط "تومبي" إلى أحد الفصول بالصفوف الإبتدائية في إحدى مدارس ولاية "أزمير"، ولأن التلاميذ تفاجأوا وشعروا بالسعادة لدخوله المفاجئ هذا، قررت معلمة الفصل أن تبقيه موجوداً في الفصل، يُسلي الطلاب الذين بدورهم يعتنون به، فأصبح رفيقهم الدائم و"المدلل" في هذا الفصل، وبإذن مباشر من المعلمة المسؤولة عنهم.
وصل هذا الأمر إلى أولياء أمور التلاميذ، الذين بدورهم لم يعجبهم قرار معلمة الفصل، بالإبقاء على قط في المكان نفسه الذي من المفترض أن يكون مكاناً لدراسة وتعليم أبنائهم الصغار، وطالبوا المعلمة والمدرسة بأن يخرجوا القط "تومبي" من هذا الفصل حتى يتمكن أبناؤهم من التركيز في دروسهم، وما كان من المعلمة إلا أن خضعت فعلاً لطلبات أولياء الأمور، قررت إخراج القط "تومبي" من الفصل الدراسي، إلا أنها أيضاً أخذت قراراً بأن تتبناه ليعيش معها في منزلها الخاص.
لم تنتهِ القصة بعد، تحرك التلاميذ في هذا الفصل الدراسي، وقاموا بإرسال العديد من الرسائل النصية والرسومات لإدارة المدرسة، التي تعبر عن حزنهم لعدم وجود صديقهم "تومبي" في الفصل، وتمكن هؤلاء التلاميذ من أن يحصلوا على تعاطف كبير للغاية من رواد مواقع ومنصات التواصل الإجتماعي المختلفة، بعد أن انتشر قصتهم الحزينة مع صديقهم القط، وطالب المئات من رواد مواقع التواصل التركة بعودة "تومبي" إلى المدرسة وإلى أصدقائه في هذا الفصل.
استجابت مديرية التعليم في ولاية "أزمير" لهذه الأصوات المطالبة بعودة القط "تومبي" إلى الفصل الدراسي، وإلى الرسائل والرسومات التي أرسلها الطلاب لإدارة المدرسة، واتخذت قراراً حكومياً رسمياً، بعودة "تومبي" إلى هذا الفصل الدراسي بشكل دائم، بالإضافة إلى أن يكون بمثابة أحد التلاميذ في الفصل الإبتدائي برفقة زملائه في المدرسة، الأمر الذي أعاد الفرح مرة أخرى لجميع الطلاب من جهة، ومن جهة أخرى، أجبر أولياء الأمور الرافضين لوجود "تومبي" على قبول تواجده في الفصل.
الظريف في كل هذا الأمر، بإن معلمة الفصل الدراسي التي كانت قد سمحت بوقت سابق للقط "تومبي" بالدخول والتواجد مع التلاميذ، كانت قد أكدت أنها منذ اللحظة التي أصبح "تومبي" جزءاً من الفصل الدراسي، صارت مهمتها بالتدريس أسهل وأكثر حماسة وسعادة، حيث أن تواجده وحركاته اللطيفة عملت على تقليل "المشاغبات والمشاكسات" التي كان الطلبة يقومون بها سابقاً، كما أنه أدخل البهجة إلى قلوبهم وطرد الملل خلال أوقات الدرس.
وأضافت المعلمة، أن الأطفال سعدوا كثيراً عندما تم اتخذت مديرية التعليم في "أزمير" هذا القرار بعودة "القط تومبي" إلى الفصل الدراسي، وأكدت أن وجود "تومبي" كان له أثر إيجابي أكثر بكثير مما كان يتوقعه الأهل من تأثير سلبي على تحصيل أبنائهم العلمي وتركيزهم في الدروس، حيث لاحظت المعلمة أيضاً بأن الطلاب في هذا الفصل الدراسي أصبحوا يحبون أكثر التواجد في المدرسة، والقيام بواجباتهم بالإضافة إلى اللعب العفوي خلال الحصة أو بعدها مع "تومبي".