دعت الاستشاريَّة الأسريَّة "سلوى العضيدان" إلى الضَّرب بالتَّربية الحديثة عرض الحائط وقت الضَّرورة، واللجوء إلى تفتيش الهواتف المحمولة مع الأبناء والبنات؛ لما يتعرَّضون له من خطر داهم من معدومي الضَّمير.
ودقَّت "العضيدان" ناقوس خطر الابتزاز الجنسيّ للأطفال الصِّغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنِّ 10 و 16 عامًا، وقالت لـ"سيِّدتي نت ": "هناك خطر يعيش في منازلنا يكبر يومًا بعد يوم، من دون أن يلاحظ البعض ذلك، إذ يوجد وراء شاشات هواتف مراهقيكم قنابل موقوتة تهدِّدهم ليلاً؛ لنسف أخلاقهم ومروءتهم، وتحويلهم لأدوات جنسيَّة لا تقيم وزنًا للحلال والحرام".
وحذَّرت "العضيدان" من مجموعات جنسيَّة سعوديَّة بدأت تنتشر عبر الهواتف المحمولة، إذ تبحث عن صغار السِّن، وتقوم بإرسال رسائل حبِّ في بداية الأمر، وبعد السَّيطرة عليهم، تبدأ بإرسال رسائل وصور جنسيَّة بشكل مكثَّف إلى أن يتقبَّلها الطَّرف الآخر، ويدمن على مشاهدتها ليلاً، ثم يبدؤون بإرسال المقاطع الجنسيَّة التي تستثير كل الغرائز في نفس المتلقِّي، وبعدها يقومون بطلب إرسال صور شخصيَّة لهؤلاء الصِّغار، وشيئًا فشيئًا يستجيب الصِّغار لهم، فيطلبون منهم إرسال صور بأوضاع جنسيَّة مختلفة، وحين تصلهم هذه الصُّور يبدؤون في ابتزازهم إلى أن يوافقوا على ممارسة الفاحشة معهم من خلال نشر صورهم، ومع الأسف، كثير من الصِّغار يوافقون على الاستمرار في إرسال صورهم الجنسيَّة لهذه المجموعات؛ بسبب جهلهم وخوفهم، وهذا ما يفسِّر وجود المواقع الإباحيَّة ، أمَّا البقيَّة فيوافقون على الخروج معهم؛ لأنَّهم يظنُّون أنَّ عمليَّة الابتزاز ستنتهي عند هذا الحدّ، ولا يعلمون أنَّه سيتم تصويرهم بشكل مباشر".
كما نصحت "العضيدان" الآباء والأمهات قائلة: "أبناؤنا في هذه المرحلة العمريَّة في خطر شديد يتهدَّدهم، خصوصًا من لديهم هواتف محمولة، ويا أيُّها الآباء والأمهات قبل أن تُفاجئوا بوجود صور لأبنائكم على هذه المواقع، اضربوا بالتَّربية الحديثة عرض الحائط، وإن اضطرَّتكم الظُّروف إلى تفتيش هواتف أبنائكم وبناتكم، فافعلوا ذلك؛ لأنَّ الضَّرورات تبيح المحظورات، ومن واقع ما شاهدت من قصص واقعيَّة، أرسلت لكم هذا التَّحذير".
علامات السُّقوط
وضعت "العضيدان" بعض العلامات التي يمكن من خلالها اكتشاف سقوط الابن أو الابنة في شرك جماعات الابتزاز الجنسيّ، حيث تقول: "إذا شاهدت شرودًا وضيقًا، وحبًا مفاجئًا للعزلة، وعدم تركيز، وخوفًا زائدًا على الهاتف المحمول، وقضاء ابنك أو ابنتك وقتًا طويلاً معه بهذا العمر، فانتبه، إذ يكون قد وقع ضحيَّةً لهذه المجموعات الجنسيَّة التي بدأت تعمل بتنظيم وتكتيك عجيب، وهذا ما يفسِّر ارتفاع جرائم الابتزاز الجنسيّ... أدركوا أبناءكم قبل أن يكونوا مجرَّد أدوات بأيدي من لا يخافون الله".
طرق العلاج
وضعت الاستشاريَّة الأسريَّة "سلوى العضيدان" خمس طرق لعلاج هذه الظَّاهرة بدءًا من البيت، موجِّهة رسالتها إلى الآباء والأمهات بقولها: " أيُّها الأب وأيَّتها الأم، حين تلاحظان أيّ تغيير طرأ على ابنكما أو ابنتكما، وتقومان بتفتيش هاتفه المحمول دون علمه، وتشاهدان ما أخبرتكما عنه، فاحتفظا بهدوء أعصابكما؛ لأنَّ الضَّرب والعويل لا يُفيدان شيئًا، بل الحكمة وهدوء الأعصاب هي التي ستجعلكما تتصرَّفان بعقلانيَّة، لذلك عليكما بما يأتي:
1- البدء بحوار صريح معه، وسؤاله عن كل التَّفاصيل، وكيفيَّة بدء المشكلة.
2- احتوائه وإخباره بأنَّكما تكرهان هذه الأفعال، وأنَّكما ستكونان بجواره.
3- بحث الأمر مع الجهات الرسميَّة بطريقة من السريَّة المطلقة، مثل: هيئة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر؛ للإمساك بالمبتز، وإفشال مخططه، ومنع نشر صور ابنكما أو ابنتكما.
4- بعد الانتهاء من المشكلة، عليكما منع ابنكما من تواجد الجوال بجانبه ليلاً؛ حتَّى يتخلَّص من الإيحاءات السَّابقة، مع تغيير غرفته إن أمكن، وحثِّه على الصَّلاة دومًا.
5- من يعدّ أنَّ التَّربية الصَّحيحة والثِّقة المفرطة هي الأساس، ويظنُّ أنَّ من لم يحظ بالتَّربية الصَّحيحة هو من يقع بالخطأ، أقول له: "إنَّ قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن، وربَّما يتعب المرء في تربية أولاده فيخذلونه، وربَّما لم يربِّ أحدهم أبناءه فيبهجونه".