التحرش الجنسي هو كل إثارة جنسية يتعرض لها الطفل من آخرين سواء بالفعل أو القول كالتلامس الجسدي معه، وكل هذه المسببات تدفع الطفل إلى عالم من الخوف والرعب، وتؤثر على حالته النفسية سلباً، وتفقده الثقة بالكبار المحيطين به، وغالباً ما يخشى الطفل أن يصرح بما تعرض له لأهله أو والديه؛ خوفاً من العقاب ويتجنب تجمعات أقرانه من الصغار، وقد تنتابه كوابيس مفزعة أثناء النوم، وربما ينتهي به الحال في إحدى غرف المستشفيات النفسية.
الأمهات تساءلن: «كيف يكون التصرف مع المتحرشين بأبنائهنّ، وكيف يتصرفن بمجرد علمهنّ بهذا الأمر».
«سيدتي نت» جمعت العلامات التي يمكن من خلالها اكتشاف الطفل المتحرش به، وطرق الحماية من التحرش الجنسي.
الذكر والأنثى.. أيهما أكثر عرضة للتحرش الجنسي؟
ما العلامات التي يمكن ملاحظتها والتي تبين أنّ الطفل أو الطفلة تعرضا لمحاولة تحرش جنسي؟ كيف يمكن تجنيب الأطفال هذا الخطر؟ كل هذه أسئلة تدور في رأس كل أم، وتطلب أيضاً النصائح التي يمكن من خلالها حماية الطفل من التحرش الجنسي.
توضح الدراسات الميدانية، التي أجريت عن التحرش الجنسي وأثره على الأطفال أنّ المحصلة عشرات الضحايا من الأطفال، تنتهي حياتهم بالكبت النفسي والخوف بالبوح، وربما يكون المصير الأخير في العيادات ومستشفيات الأمراض النفسية، ويتم الكشف عن جرائم التحرش عندما يخبر عنها الطفل، أو بوجود مؤشرات مثل: عدم قدرته على السير، أو عدم الجلوس بشكل طبيعي، أو وجود آثار دماء على الملابس الداخلية، أو إصابات في الأعضاء التناسلية.
أما عن الأعراض التي تصيب الطفل فهي اضطرابات النوم والشهية للطعام، التبول اللاإرادي، إفراط في البكاء والحزن، العزلة عن الأهل والأصدقاء.
وتؤكد المستشارة الأسرية الدكتورة سلوى العضيدان لـ«سيدتي نت» أنّ الابن أو الابنة سيكون مختلفاً تماماً قبل التحرش وبعده؛ مما سيجعل الأم تلاحظ هذا التغيير واضحاً على ابنها أو ابنتها، من حيث حب الانطواء على الذات والعزلة والابتعاد عن الآخرين، وعدم التفاعل في النشاطات اليومية المعتادة، وسيكون شارداً معظم الوقت، ويتملكه شعور بالنقص، وعدم تقدير الذات، وعدم الرغبة بالتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وفي حالات نادرة قد تلاحظ الأم انحرافات سلوكية على الابن والابنة، من حيث الميل للشذوذ الجنسي، ومحاولة التحرش بأبناء في سنه التقريبي.
وتشير الدكتورة العضيدان إلى أنّ الطفل أكثر عرضة للتحرش الجنسي من الطفلة؛ نظراً لما يعطيه الأهل له من حرية الدخول والخروج من البيت، وهذا يجب الإشارة إلى مدى خطورته.
نصائح انتبهي لها
تقدم الدكتورة العضيدان 10 نصائح للأم لحماية الأبناء من التحرش الجنسي، منها:
1- على كل أم إخبار ابنتها أو ابنها بأنّ المناطق الحساسة ممنوع لمسها، أو الاقتراب منها من أي شخص كان، وفي حال حاول أحد لمس المنطقة الحساسة فيجب إخبار والدته فوراً مع تطمينات بأنه لن يتعرض للعقاب في حالة الإخبار بذلك.
2- تحذير الابن أو الابنة من الانفراد مع أي شخص بالغ في مكان منعزل بعيد عن الآخرين.
3- في حال كان في المدرسة فعليه الذهاب للحمام في فترة الفسحة المدرسية، وليس أثناء الحصص، حيث قد ينفرد به أحدهم.
4- غرس روح الدفاع في نفس الطفل، وأنّ الشخص المعتدي جبان لا يقدر على فعل شيء.
5- تفهيم الطفل أنّ جسده ملك خاص به، ولا يجوز لأحد الاعتداء عليه.
6- إحاطته بالحب والحنان والإشباع العاطفي؛ حتى لا يبحث عنهما عند شخص آخر وينخدع بذلك.
7- ألا تسمح للطفل أو الطفلة بالذهاب للأماكن العامة وحدهما كالأسواق والملاهي والمطاعم.
8- عدم السماح له بالنوم في بيوت الأقارب والأصدقاء، حيث إن أغلب قصص التحرش تحدث هناك.
9- ألا يستجيب الطفل لدعوة رجل غريب يقترب منه في سيارته، أو أي وسيلة يغريه بها.
10- تحذير الطفل من تلبية دعوة الإغراءات المادية والمعنوية التي قد يقدمها له أحدهم.
الصالح: لا يوجد قانون محدد لقضايا التحرش الجنسي في المملكة كما يؤكد المحامي والمستشار القانوني عدنان الصالح عدم وجود قانون محدد لقضايا التحرش الجنسي في السعودية، لكن توجد أنظمة وقوانين تخضع لها مثل هذا النوع من الجرائم.
وأنّ النظام الذي تمت إجازته من مجلس الشورى، وهو حماية الأسرة من الإيذاء لم يتم العمل به حتى الآن، وعند إقرار هذا النظام سيكون له دور فاعل في التصدي لمثل هذه الجرائم؛ حيث إنّ هذا النظام في مواده يشير إلى أنّ التحرش جريمة يعاقب عليها القانون نصاً، أما هذا النوع من الجرائم الآن يخضع لنظام الإجراءات الجزائية في المملكة.