شهد مستشفى سعد التخصصي في الخُبْر حالة ولادة نادرة لتوأم أحدهما كان طفلة سليمة مكتملة الأعضاء، ولدت بنجاح بعد 35 أسبوعًا، وتزن 2200 غرام، أما الآخر فكان كتلة جنينية بلا قلب ومبهمة الخلقة، لكنها تتحرك تلقائيًا وتزن 1.63 كغ. وقال استشاري ورئيس قسم النساء والتوليد ووحدة طب الأم والجنين في مستشفى سعد التخصصي الدكتور عدنان عاشور إنّ هذه الحالة "نادرة الحدوث وأغرب من الخيال".. فبعد أن ترددت الأم على العديد من الأطباء أجمعت كل التشخيصات على أن هناك توأمين، توفي أحدهما.
وأضاف: "مع إجراء الفحوصات المتقدمة بـ(TRAP SYNDROME) تبين أنّ هناك جنينًا غير مكتمل يتغذى عبر تدفق الدم العكسي من أخته السليمة عبر وعاء صغير (وريد)، ولا يكفي لتغذية باقي أجزاء جسده المختلفة، ولذلك فإنّ معظم أنسجته متآكلة وكأنه كرة من الشعر يظهر منها الجلد والقليل من الأطراف".
وأردف الدكتور عاشور قائلاً: "إنّ ذلك شكل عبئًا كبيرًا على الجنين السليم وزاد من خطورة قصور وظيفة قلبه وفشله ومن ثم وفاته"، لافتًا إلى أنّ معدلات الخطورة تتزايد كلما زادت متطلبات وحجم الكتلة الجنينية، فإذا تجاوز حجمها 50% من حجم الجنين المتكامل يصل احتمال الوفاة داخل الرحم للجنين السليم حوالي 70%، ويتجاوز احتمال الوفاة 95% إذا وصل حجم الكتلة الجنينية إلى 70 ـ 75% من حجم الجنين السليم، منوهًا إلى أنّ أهمية الحالة تكمن في ندرة حدوثها والتي لا تتجاوز 1% في حالات التوائم المتشابهة.
وأوضح الدكتور عاشور أنه رغم تعدد خيارات العلاج كوقف تدفق الدم عن الكتلة الجنينية بالتداخل بداخل الرحم إلا أنّ الأبويين اختارا (اختبارات التقييم الدورية للجنين)، والتي استغرقت قرابة أربعة شهور ونصف الشهر، كان الغرض منها مراقبة صحة الأم والتوأمين وتشخيص الحالة عبر الصور التلفزيونية، وذلك باستخدام التقنيات الجديدة في علم الألتراساوند للتأكد من استمرارية كفاءة وظائف قلب الجنين السليم، وحساب النسب المختلفة لتدفق الدم في كلا الجنينين، وتقييم تدفق الدم في شتى أوعية الجنين السليم بما في ذلك المخ.
وتابع: "أسفرت هذه الفحوصات المتواصلة والتقييم الحثيث (الذي وصل في بعض مراحل المتابعة لأكثر من 10 فحوصات بالصور فوق الصوتية في الأسبوع) لمتابعة الحالة حتى الأسبوع الخامس والثلاثين من الحمل، ومن ثمّ تم بعون الله ولادة طفلة سليمة تزن 2.325 كغ، غادرت المستشفى بسلام ومن دون أية مشاكل صحية تذكر".
