"كاترينا، ريتا، ليلى، ايلا".. يعتقد القارئ لأول وهلة أن تلك المسميات خاصة فقط بالمرأة، ذلك المخلوق الرقيق والضعيف؛ بينما هي أسماء لإحدى الظواهر الطبيعية الأكثر عنفاً وقوة وهي "الأعاصير".
أما إعصار "مكونو" الأخير فقد شذ عن القاعدة، وأتى اسمه من أحد أنواع الأسماك، وقد ضربالإعصار المدمر مؤخراً 4 دول في شبه الجزيرة العربية "اليمن، عُمان، الإمارات، السعودية"، وأثار فزع سكان تلك الدول، حيث بدأ تأثيره يوم الأربعاء الماضي على جزيرة سقطرى اليمنية مخلفاً دماراً كبيراً، لينتقل بعد ذلك نحو جنوب سلطنة عُمان والحق بها أضراراً بالغة، فيما أعلنت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية يوم أمس السبت انتهاء الحالة الحرجة التي أعلنتها لمواجهته. وأكد المركز الوطني للأرصاد في الإمارات انعدام فرص التأثير المباشر لإعصار مكونو على الدولة بعد تراجعه.
فماهي الأعاصير؟
الأعاصير عبارة عن منطقة ضغط جوي منخفض، مع رياح حلزونية تدور عكس عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي، وباتجاه عقارب الساعة في النصف الجنوبي، تتكون من عمود من الهواء يدور بسرعة كبيرة، و في العادة يكون على شكل (قُمع).!
كيف تتكون الأعاصير؟
تتكون الأعاصير من (السحب الرعدية) الطويلة والتي تُسمَّى بـ (السُحُب المُكفَهِرَّة). ولحدوث الإعصار لابد من حدوث عاصفة رعدية كبيرة في سحابة رُكاميَّة، ويختلط الهواء البارد السريع الموجود على ارتفاع عالي بالهواء الدافئ القادم من الأرض، ويتحول إلى دوامة بشكل أفقي ليندفع للأعلى فوق بشكل أكبر، فيبدأ (القُمع) الذي يتكون من (دوامات الهواء) بامتصاص المزيد من الهواء الدافئ من الأرض، وعندما يلمس الأرض يُصبِح إعصار.
ما سبب تسمية الأعاصير بأسماء النساء؟
عادة ما يطلق على الأعاصير اسم معين لتفادي الخلط أو الالتباس الذي قد يقع فيه الناس، وفي العصور القديمة لم يكن هناك آلية أو منهجية معينة لتسمية الأعاصير، فكانت تسمى إما بأسماء بعض القديسين مثل: إعصار "هرقل"، وفي بعض الأحيان تسمى بأسماء السنوات التي حدثت فيها مثل إعصار 1898م، أو بحسب المكان التي حدثت فيها كـ إعصار ميامي، أو بحسب المنطقة مثل "إعصار غالفستون".
التسمية النظامية:
تعود بداية التسمية النظامية إلى عالم الارصاد الجوية الاسترالي كليمنت راج (1852 – 1922) حيث أطلق على الأعاصير أسماء البرلمانيين الذين كانوا يرفضون التصويت لمنح قروض لتمويل أبحاث الارصاد الجوية.
وتمكن السياسيون أن يبعدوا أنفسهم عن التسمية بأساليبهم، فألصقت بالعنصر النسائي الأضعف، وما عزز ذلك وجود توافق بين الأعاصير والنساء، فالمرأة يصعب التنبؤ بعنفها وصاحبة أمزجة متقلبة وذات بطش عندما تكره وتظهر غضبها ولا تكتمه كحال الإعصار.
وفي مطلع 1950 ظهر أول نظام لتسمية الأعاصير، حيث تم بداية اختيار الأسماء حسب الأبجدية الصوتية العسكرية، قبل أن يقرروا في عام 1953 العودة إلى الاسماء النسائية، وتم اعداد قائمة لـ 84 إعصار كلها بأسماء إناث.
وفي 1979، تم توسيع هذه القائمة لتشمل أسماء الرجال. وتم طرح قوائم جديدة، بمعدل قائمة لكل 6 سنوات.
"مكونو" وسبب تسميته:
وجاءت تسمية الإعصار بـ"مكونو" عبر اقتراح من المالديف، حيث أن الأعاصير التي تشكل في بحر العرب والمحيط الهندي، يتم الاتفاق عليها بين 8 دول محيطة بهذين المسطحين المائيين، ووفقاً لترتيب التسميات لديهم. وكلمة "مكونو" تعني "العنكبوت" باللغة المحلية المالديفية وهو اسم نوع من الأسماك ويقصد "العنكبوتي المائي".