سطع نجم الباحث في الفيزياء النووية الدكتور المغربي نسيم حداد فجأة، لأنه اختار غناء التراث الشعبي المغربي، وتفنّن في أداء جميع ألوانه الأصيلة، حيث تمكن وفي زمن قياسي من أن يلفت إليه الأنظار . في هذا اللقاء نتعرف إلى فنان دكتور تميّز في الغناء الشعبي، من دون أن ينتقص الأمر من مكانته كباحث في الفيزياء النووية .
كيف يقدم نسيم نفسه للقارئ العربي؟
شاب مغربي عمري (35 سنة) متزوج ، أحاول أن أجمع بين مساري الأكاديمي كباحث في الفيزياء النووية بمركز الأبحاث بسويسرا، حاصل على دكتوراه الدولة في الفيزياء ، وصاحب مشروع برنامج معلوماتي فيزيائي. لديّ مسار فني متعلق بالبحث في الأنماط التراثية للفنون التي يزخر بها المغرب، وأقصد فنّ الملحون، وموسيقى كناوة والأغنية الأمازيغية، ومختلف الفنون المعروفة الأخرى ، وأزاوج فيها بين البحث والغناء.
كيف انتقلت من باحث فيزيائي إلى باحث في التراث الشعبي ؟
لم يكن انتقالًا ، بل هو مزاوجة بين المسارين كباحث في المجال العلمي وباحث وفنان ممارس لكثير من الأنماط الغنائية منذ عام 2005 ، من خلال تكوين مجموعة غنائية موسيقية تقدّم مجموعة ناس الغيوان الشهيرة منذ أوائل السبعينيات، وبعد ذلك انتقلت لتقديم أنماط أخرى من فنون الغناء مثل: كناوة والعيطة.
وماذا أضاف نسيم إلى الساحة الغنائية؟
أظن أنني أزاوج بين البحث في هذه الفنون بطريقة أكاديمية، وأحاضر حولها خارج المغرب، وبالتالي أحيي حفلات خاصة بهذا النوع من الفنون وأعرّف بها بشكل راقٍ .
تعاطيك للغناء والبحث في التراث لم يكن صدفة؟
لم يكن صدفة بالفعل، لأنه كان هدفًا بالنسبة لي منذ الصغر ، راهنت مع مرور السنوات بأن ألج عالم الغناء بالبحث والدراسة أولًا، ثم الغناء ثانيًا، إلا أنني سعيت دائمًا بأن يكون ذلك تدريجيًّا، لأنني حرصت على البحث في كل لون غنائي قبل أدائه غنائه. أعتقد اليوم بأنني نجحت في الرهان.
هل تفكر في التفرغ للغناء؟
أبدًا وصلت لدرجة الحب العاشق والمتيم للفيزياء ، والغناء أجد فيه متعة البحث.
وما هي المحطة المضيئة في مسارك الفني؟
قدّمت فيلمًا وثائقيًّا يحمل عنوان: (العيطة رحلة نغم)، عام 2014، وهو الفيلم الذي مكّنني من زيارة ومجالسة شيوخ اللون الغنائي السائد في المغرب والمعروف بـ (العيطة) ، حيث قطعت أكثر من 5000 كلم متنقّلًا بين ربوع المغرب، أزور مشايخ هذا اللون وأساتذته الذين شجعوني ومنحوني جواز مرور لأداء جميع ألوان الغناء التراثية.
وإلى ماذا تسعى تحديدًا كباحث في هذه الفنون؟
أنا فنان وباحث أحمل رسالة وهي النهوض بهذه الفنون التراثية من النظم التقليدي، والإرتقاء بها إلى موسيقى عالمية.
ماذا اكتشفت كباحث في التراث الغنائي المغربي؟
اكتشفت الارتجالية في الأداء والتناقل الشفهي الذي يجعلنا نفقد أجزاءً كثيرة من النصوص الغنائية الحقيقية، إما بسبب تغييرها أو نسيانها.
كيف يمكن تحبيب هذه الألوان لشبابنا؟
المسألة تتوقف على أمرين: أولهما الإعلام والدور الذي يُفترض أن يقوم به لهذا الخصوص، من خلال برامج المنوعات والسهرات..
وثانيًا لا بدّ من منظومة ثقافية تضع من ضمن أهدافها استراتيجية الحفاظ على التراث والنهوض به.
ألا يقلل لقب "شيخ" من قيمتك كباحث نووي؟
أنا فخور لكوني أهتم بتراث بلدي لأنه يمثل هويتي، فأنا مغربي حتى النخاع، والطريق أمامي ما يزال طويلًا، لأنّ التعريف بجميع أنماط الغناء الشعبي يتطلب وقتًا كبيرًا لجمع النصوص، والتحقق من صحتها وضبطها وفق أسس أكاديمية، وموازاة مع ذلك فإنّ مساري كباحث نووي مستمر ومتواصل، وهنا يكمن التحدي، وكلاهما يخلق توازن شخصية الدكتور والفنان نسيم حداد.
ألا يزعج هذا اللقب زوجتك ؟
زوجتي هي زميلة لي في العلم ، فهي أيضًا دكتورة في الفيزياء النووية، وبيننا مسار رحلة حب بدأت، ونحن معًا في الصف الدراسي كتلاميذ ، واستمر بيننا الود الصغير ليكبر معنا ، حيث تزوجنا منذ خمس سنوات ،وهذا المسار يعني أننا متوافقون ونتواصل في كل ما يهم بعضنا البعض، والحب دليلنا معًا في كل شيء .
وماذا يشغلك حاليًّا؟
-أنا بصدد تحضير (أنتربولوجيا) كاملة لفن العيطة، التي تتضمن أنماط العيوط (الأهازيج) التي لها ارتباط قوي بالعالم العربي، لأنها مزيج بين النمط الحوراني الموجود في دمشق منذ العهد المرابطي من جهة، والعمق الأمازيغي المغربي المتجذر في التاريخ الذي يذهب بنا إلى ما قبل التاريخ.
وكيف يمضي نسيم أجواء رمضان؟
أعيشها متنقلًا بين دفتي الكتب والأوراق، وبين الأصدقاء والأهل، مع حرصي على لمّة الأسرة الصغيرة إلى جانب زوجتي في انتظار مولودنا الأول، الذي سيزيّن جنبات بيتنا إن شاء الله.
معارك التترات.. وقواعد فك الاشتباك
لهذا السبب سليم عساف في فرنسا
شيماء سبت: الجمعية متواجدة لهذا السبب
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
