عليك الاعتراف أن الزمن يتغير بسرعة كبيرة، فمنذ عشر سنوات فقط لم يكن هناك وجود للهواتف الذكية أو التكنولوجيا الحديثة التي تجتاح عالمنا اليوم، ولا يمكننا الاستغناء عنها، حتى مواقع التواصل الاجتماعي التي تحيط بنا، لم تكن بتلك الأهمية الكبيرة في حياتنا مثل اليوم، فما بالك بالرجوع بالزمن إلى الوراء عشرات السنين.. فسوف نجد حتمًا أشكالاً عديدة من الأدوات التي اندثرت رغم شيوعها الكبير في كل بيت في ذلك الوقت.
لذا دعونا نتذكرها معًا، ونتساءل: هل رأيتها يومًا في منزل جدتك؟
مِغسلة الملابس اليدوية:
القصص عن غسيل الملابس لا تنتهي؛ فهو أمر شبه يومي في العديد من المنازل اليوم، ولكنه قديمًا لم يكن كذلك، فقد كان يحدث مرة كل أسبوع فقط، وذلك نظرًا للمجهود الكبير الذي كان يتطلّبه؛ عن طريق تسخين أوعية كبيرة من الماء فوق النار ثم غسلها باليد باستخدام لوح غسيل، ولذلك كانت عملية الغسيل مهمة شاقة يقوم بها معظم العائلات مرة في الأسبوع.
فِراش القش:
لعله أسوأ سرير في كل العصور.. "فراش القش"، فكان هناك وقت لم يكن فيه القطن المُعالَج منتشرًا مثل اليوم، وكانت المراتِب يتم حشوها بالقطن الذي كان مرتفع السعر، ولذلك كان العديد من البيوت يستخدم القش، حيث كان من الصعب الحصول على الريش أو القطن، ولكن السيئ في الأمر هو أن القش كان دائمًا يخرج من الوسائد والفراش، مما يسبب حكّة مزعجة، كما أنه غير مريح في النوم، ولحسن الحظ نحن نعيش الآن في عصر الفراش المريح النظيف.
حلّاق الصحة:
من المهن التي اندثرت، وكان بمثابة طبيب مُتخصص في جميع الأمراض، وجرّاح ومُمرض ومستشفى مُتنقلة! إضافة إلى امتهان الحلاقة، وكان يستخدم أدواته في العمليات الجراحية البسيطة، فأطلقوا عليه "طبيب"، وكان يقصده الناس لإتمام عمليات الختان للأطفال، كما أنه كان يصف الدواء ويعالج الأمراض.
الاستحمام بالماء عدة مرات:
إذا لم تكن محظوظًا بما يكفي للعيش بالقرب من أحد الأنهار، فالحصول على المياه لم يكن سهلاً على الإطلاق، ولذلك كان العديد من المجتمعات القديمة يُعيد استخدام المياه عدة مرات، فعند وقت الاستحمام كان الأب يبدأ أولًا، ومن ثم الأم، ثم الأكبر فالأصغر من الأبناء، وهكذا يُعيدون استخدام نفس المياه، تخيّل أخذ حمام في ماء سبق أن استخدمه والداك وأشقاؤك، أما اليوم فالوضع مختلف تمامًا.
لم يكن هناك ما يُسمى "سن مراهقة":
المراهقة مرحلة عمرية تتوسط الطفولة واكتمال الرجولة أو الأنوثة، وهي الفترة العمرية المُمتدة من سن 15 إلى 21 عامًا، ولكن قديمًا لم يكن هذا المفهوم موجودًا؛ فقد كان هناك أطفال وأشخاص بالغون، ولذلك كان سنّ الزواج يبدأ من عمر 15 و16 عامًا، وأحيانًا أقل، تِبعًا للنُّضج الجسدي، أما اليوم أصبح هناك ما يُعرف بسن المراهقة، ولا يُسمح للمراهقين حديثي السن بالزواج صغارًا.
في النهاية تتطور الحياة بشكل كبير، فاليوم ليس كالغد، والحياة يومًا بعد آخر تكون أفضل وأكثر سهولة في التعامل، حتى المعاملات النقدية أصبحت أفضل بكثير من الماضي، حتى إن الكثيرين أصبحوا لا يحملون نقودًا عينيّة، كما يمكنك الآن الحصول على أفضل الخدمات الطبيّة والصحيّة في منزلك.