في حلقة تسارعت فيها الأحداث، قدّم مسلسل "طريق" لبطليه عابد فهد ونادين نجيم، واحدة من أسوأ شطحات الدراما هذا الموسم، ليصدم المشاهدون بأنّ صنّاع العمل اختاروا الفنانة وفاء موصللي لتكون الأم الحقيقية لعابد ضمن أحداث المسلسل، رغم أنّ الحلقات الماضية شهدت توطئة لم تحل دون شعور المشاهد بصدمة، تكمن في أنّ صنّاع العمل تعاملوا بهذه الخفّة مع رواية للكاتب الراحل نجيب محفوظ، فقدّموا أحداثاً غير مترابطة لا تمتّ إلى المنطق بصلة.
وعليه، فقد تبيّن من الحلقة الماضية أنّ سعاد (وفاء موصللي) شقيقة جابر سلطان (عابد فهد) هي والدته الحقيقيّة، وأنّ الوصيّة التي بدأ الحديث عنها من الحلقة الأولى، وكُشفت بعد أن كاد المسلسل ينتهي، كانت أشبه بوشاية من الأم الراحلة تطلب فيها من جابر أن يقصد فتحي نزيل دار المسنين ليعرف الحقيقة منه، بدل أن تخبره الحقيقة بنفسها، وتوفّر عليه عناء البحث، وعلى المشاهدين انتظار الخيبة.
في حلقة سابقة قصد جابر فتحي ليتبيّن أنّه مصاب بألزهايمر ولم يعد يذكر شيئاً، ولأنّ والدته الراحلة أصرّت عليه في وصيتها أن يعرف الحقيقة منه، عاد وسافر إلى الشام مع شقيقته سعاد علّه يعثر على الحقيقة المرجوّة، إلا أنّه فوجىء بالمشرفين على الدار يخبرونه أنّ فتحي توفي، وسلّموه وشقيقته صندوقاً خشبياً يضمّ أوراق فتحي الشخصية وممتلكاته.
لم يفكّر جابر الذي قصد فتحي من بلد إلى بلد بفتح الصندوق وكذلك سعاد التي رافقت جابر في الزيارة، كما أنّها قطعت على الممرضة روايتها ليوميات فتحي في المصح وطلبت من جابر أن يغادرا، فاستجاب دون أن يتملّكه أي فضول لمعرفة شيئاً عن الرجل الذي يملك مفاتيح السر.
وانكشف السرّ بطريقة درامية كوميدية، إذ عثرت أميرة (نادين نجيم) على صورة لفتحي وسعاد في الصندوق الذي وضعه جابر في منزله دون أن يفكر بفتحه، وخلف الصورة كان فتحي قد كتب ما يشبه القصّة، عن حمل سعاد ورغبته بإنجاب صبي يطلق عليه اسم جابر، لتقصد بعدها سعاد وتحصل منها على اعتراف بأنّها والدة جابر، وبأنّ شقيقها سهيل أعادها إلى المنزل رافضاً زواجها من الضابط الهارب من العدالة، وبأنّها خبأت خبر حملها عن أهلها كي لا يرغمونها على الإجهاض، لتعود العائلة وتتبنى جابر كي لا يرتبط اسمه برجل متهم بجريمة قتل.
أما الطامة الكبرى، فهي أنّ صندوق فتحي الذي لم يفتحه أحد، وقع بين يدي عبير (زينة ملكي) شقيقة أميرة، فبدأت بقراءة مذكرات لو قرأها جابر لانكشف السر دون مواربة. أما حجّة أنّه أمّي لا يقرأ، فهي ساقطة درامياً بعد أن استعان بمن يقرأ له وصية والدته، وكان بإمكانه الاستعانة بمن يقرأ له مفتاح السر الذي أوصت به الوالدة.
ذروة الضعف في حبكة المسلسل لم تكن في أنّ الممثلة التي تقارب جابر سناً هي والدته، بل في الطريقة التي كشف فيها السر، والقصّة التي أقحمت عنوةً في المسلسل لزوم التشويق، فكانت لزوم ما لا يلزم في مسلسل أهمل القصّة الرئيسيّة لزوجين فرّقتهما الاختلافات الفكريّة، وركّز على قصصٍ جانبيّة، لم تثرٍ النصّ ولم تقدّم حتّى مادّة مسلّية رغم الجهد الذي بذله الممثلون، يحسب لهم أنّهم نجحوا في شدّ الجمهور لمتابعة أحداثٍ غير منطقية بأدائهم العالي، الذي بلغ ذروته في مشهد الحريق حيث أدّت نادين نجيم أجمل مشاهدها في المسلسل.
ورغم كل شوائب القصّة يبقى أن نشيد بأداء عابد فهد الذي يقدّم شخصية جابر بكل تفاصيلها وتقلباتها، التي رفعت مستوى نص كان رافعته أداء الممثلين فحسب.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي