في ملتقى المبدعات العربيات الذي حمل عنوان: «تكنولوجيا الاتصال وأثرها في إبداع المرأة العربية». تحدثت «سيدتي» مع أهم المشاركات العربيات؛ لتعرف رأيهن في مدى تأثر إبداع المرأة العربية بتكنولوجيا الاتصال الحديثة، فقالت فاطمة البريكي، رئيسة قسم اللغة والآداب العربية بجامعة الإمارات: معلقة على تجربة رائدة كانت هي المبادرة باقتراحها، وإنجازها تتمثل في تدريس مادة: «الكتابة والتكنولوجيا» في قسم اللغة والآداب العربية في جامعة الإمارات، حيث تم ربط الأدب بالعناصر التكنولوجية، والتدرب على كيفية استخدام النص الأدبي مع عناصر أخرى: صورة، وحركة، وصوتاً؛ لإنتاج نصوص تتوسل بالتكنولوجيا.
وتؤكد د.فاطمة البريكي أنها في البداية واجهت شيئاً من الرفض لهذه التجربة، ولكن شيئاً فشيئاً بدأ الزملاء في القسم يعترفون بهذه الطريقة الجديدة في الإبداع الأدبي، وأشارت إلى أن إقبال الطلاب والطالبات بإصرار على التسجيل في هذه المادة؛ يعد مقياساً للنجاح الذي مثّل حافزاً على إنتاج أدب تفاعلي؛ يتمثل في التواصل الحيوي المباشر بين المبدع والمتلقي.
مدونات وتواصل
أنيسة الداودي، الجزائر، وهي أستاذة جامعية بإنكلترا، ترى أنّ كاتبات عربيات من جميع أقطار العالم العربي يستعملن الإنترنت والكمبيوتر استعمالاً حسناً، وقد أعطتهن هذه الوسيلة صوتاً، وأصبحت الشابات العربيات يستعملن الإنترنت لكتابة مدونات للاتصال مع بعضهنّ، مضيفة أن وسائل الاتصال الحديثة؛ أنتجت لدى بعض الأديبات العربيات نوعاً جديداً من الأدب، وكمثال، يمكن ذكر رواية رجاء الصانع، وهي عبارة عن إيميلات، وحتى غلاف الرواية تضمن رموز الإيميلات والفيس بوك، فالشكل العام لروايتها كان مختلفاً، وكانت الكلمات التي يفتتح بها الإيميل From وTo محددة لفصول الرواية.
صورة النمطية
هدى أشكناني «الكويت»، شاعرة وكاتبة وصحافية، تقول: المرأة الخليجية تمكنت من كسر قيود كبيرة كانت مقيدة بها وخاضعة لها، وتمكنت من الولوج إلى عالم التكنولوجيا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ونجحت في نشر إبداعاتها وآرائها، وتقديم صورة مختلفة عن الصورة النمطية للمرأة الخليجية، والمؤكد أن تكنولوجيا الاتصال خدمتها، وهي استغلتها في التعبير عن أفكارها بالشكل والقدر الذي تريد.
المرأة والإنترنت
بشرى بن إسماعيل من العراق «ممثلة مسرحية»، تقول: في المسرح يمكن للتكنولوجيا أن تفيدني كممثلة في عملية جمع المعلومات ودرس الشخصية؛ وكثير من الفتيات في بلدي العراق محجور عليهن ارتياد المواقع الإلكترونية بحكم العرف والعادات، كما أن هناك عائقاً آخر وهو اللّغة؛ فجميع البرامج على هذه الأجهزة بلغات أجنبية، وبالنسبة لبلد عاش 13 سنة تحت الحصار؛ فإن نسبة الأمية في صفوف الشباب، وخاصة لدى الفتيات بالمناطق البعيدة عن المدينة قد ارتفعت، وبالتالي فإن ذلك أثر سلباً بشكل كبير على الفتاة والمرأة العراقية في تعاملها مع تكنولوجيا الاتصال.
التجارة الإلكترونية
إنتصار يوسف رضي «البحرين» رئيسة تحرير مجلة إلكترونية، تؤكد أن تكنولوجيا الاتصال أتاحت فرصة كبيرة جدّاً للمرأة العربية لإبراز إبداعها، كما أن عدداً كبيراً من الكاتبات والقاصات، قمن بنشر كتاباتهن عبر المدونات الإلكترونية، ثمّ تطور الأمر إلى المنتديات التي ينشرن فيها بشكل جماعي، وهكذا كسرت وسائل التواصل الاجتماعي الحاجز الذي كان موجوداً، أما الجانب الثاني الذي استفادت منه المرأة العربية والخليجية على وجه الخصوص، فهي التجارة الإلكترونية؛ فهي تشتري وتبيع عبر الإنترنت.
الرواية الإلكترونية
خولة لحفاف، تونس، أستاذة تعليم ثانوي وبصدد إعداد رسالة دكتوراه بعنوان «قضايا الرواية الإلكترونية»: «الفنية والمضمونية».
ترى أنّ أثر تكنولوجيا الاتصال الحديثة له تأثير بالغ العمق؛ وتضيف: «اشتغلت على الرواية الإلكترونية، ولاحظت أن خصوصية تعامل المرأة تتمثل في تركيزها على المسائل السياسية والجندارية والجنسية، وهو ما يعني أنها تنقل حراكها الاجتماعي والسياسي من الواقع إلى العالم الافتراضي، وهذا النقل يجعلها تتبوتق داخل مواضيع لا يمكن الخروج منها، وهو ما يحصرها في حدود؛ فلا تلج مواضيع أخرى.
نانيس عبدالجليل خطاب، «كاتبة للطفل، تكتب القصة وسيناريو الأفلام الكرتونية ومسرح الطفل» من مصر، تجزم أن وسائل الاتصال فتحت الباب واسعاً أمام إبداع المرأة العربية، فالإنترنت حلّ مشكلة المرأة في القاهرة، فالمبدعة العاملة والمتزوجة والتي لا تجد الوقت لحضور الندوات، أصبحت بفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة؛ بإمكانها التواصل وتأليف الكتب وتحرير المقالات، وتعرف بين الناس وفي الدول العربية الأخرى، وأصبحت لها كينونة من خلال عالم الإنترنت.
إيجابيات وسلبيات
نجوى المنستيري، مديرة الملتقى، تؤكد أن لتكنولوجيا الاتصال أثراً كبيراً جدّاً على إبداعات المرأة العربية، وهو تأثير إيجابي، ولكنه أيضاً تأثير سلبي، وإن كان بنسبة أقل، مضيفة: إن التعامل مع هذه التكنولوجيا يختلف من دولة إلى أخرى، فهناك دول متطورة مكّنت المرأة من التعامل بسهولة أكثر مع هذه التكنولوجيا، في حين أن هناك دولاً أخرى ليست متطورة؛ لا تمكّن المرأة ولا حتى الرجل من اعتمادها للخلق والإبداع.