أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو"، "التغرودة" كتراث إنساني حيّ في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وذلك خلال اجتماعها الأخير الذي عقد بمقر المنظمة في باريس. ومن شأن ذلك أن يسهم في توفير فرص استمرار التغرودة وبقائها كلون تراثي أصيل، وتعزيز مكانتها في قائمة فنون الأداء واستمرار ممارستها من قبل الأجيال الحالية والقادمة في مجتمع الإمارات وسلطنة عمان.
يذكر أن اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غيرالمادي للبشرية في اليونسكو تجتمع كل عام، لتقييم العناصر المرشحة، ولتقرر في مسألة إدراج الممارسات والتعابير الثقافية من التراث غير المادي المقترحة من قبل الدول الأطراف في اتفاقية عام 2003، وذلك في قوائم اليونسكو المختلفة. وتعتبر قائمة التراث العالمي غير المادي، الذي يحتاج إلى صون عاجل أهم هذه القوائم، لأنها تتكون من عناصر التراث غير المادي التي تعتبرها الجماعات المعنية والدول الأطراف بأنها بحاجة إلى تدابير طارئة للصون حتى يبقى إيصالها إلى الأجيال اللاحقة أمراً ممكناً.
كذلك يسهم الإدراج على هذه القائمة في حشد التعاون والدعم الدوليين اللذين يتيحان للدول الأطراف المعنية القيام بتدابير الصون الملائمة. وقد أدرجت لجنة الصون العاجل حتى اليوم 27 عنصراً من 15 دولة في القائمة، في حين تتكون القائمة التمثيلية للتراث الثقافي العالمي للإنسانية من 232 عنصراً وتعبيراً من 86 بلداً تمثل دليلاً على تنوع التراث غيرالمادي.
وتعد "التغرودة" نوعاً من أنواع الشعر البدوي الشعبي الذي يؤلفه الشعراء، ويُلقى من قبل الرجال الذين يرحلون على ظهور الإبل. تبدأ التغرودة بتأليف قصيدة قصيرة، تُرتجل عادة وتُكرر من قبل المسافرين الآخرين.
وكان البدو يعتقدون أن هذا النوع من الشعر يسلي الراكب ويحث المطايا على السير مع الإيقاع. وقد تغيرت التغرودة في العقود القليلة الماضية نظراً إلى التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي حدثت بالمنطقة، حيث تحولت إلى شكل من أشكال التعبير الشعري الذي يستخدم بعض الأوزان الشعرية، وأصبح من غير الضروري أن يصحبها الإنشاد. كما يقدم هذا النوع من الشعر حالياً بشكل كتابي وفي تسجيلات سمعية.
"التغرودة" في قائمة التراث الثقافي
- ثقافة وفنون
- سيدتي - نت
- 08 ديسمبر 2012