يجهد بعض الفنانين في استقطاب الأضواء حدّ الاستماتة، يخترعون شائعات، يسجّلون مواقف نافرة، يطلقون تصريحات مستفزّة ليظلّوا في دائرة الضوء، كثيرون منهم فقدوا هيبتهم وأحرقت كثرة الأضواء صورتهم، وبات حضورهم كغيابهم.
في المقابل، القليل من الفنانين عرفوا أنّ الأضواء محرقة الفنان، فحرصوا على الحضور بأعمالهم الفنيّة فقط، ابتعدوا عن الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، محافظين على هيبة ووقار، مؤكدين نظرية أنّ كثرة الأضواء تحرق الفنان وتطيح هيبته وهالته.
فمن هم أبرز الفنانين الذين حافظوا على مسافة مع الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وظلّت حياتهم الخاصّة عصيّة على المتطفّلين؟
عمرو دياب
على الرغم من أنّ حسابه على "تويتر" وحده يتابعه أكثر من 9 ملايين ونص المليون متابع، إلا أنّ الفنان عمرو دياب يعتبر من أكثر الفنانين ابتعاداً عن مواقع التواصل الاجتماعي.
نادراً ما يغرّد عمرو باستثناء كتابته تهنئة بمناسبة وطنية أو تعزية بمصاب أليم، ومعظم ما يكتبه على حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، عبارة عن رصد لنشاطاته الفنية فحسب.
لا يتحدّث عمرو عن حياته الخاصّة ولا يردّ حتى على الشائعات، بما فيها شائعة طلاقه من زوجته زينة عاشور، وزواجه الغامض من الممثلة دينا الشربيني.
لم يرد عمرو حتى على الهجوم الذي طاله مؤخراً بعد نشر ابنته كنزي صورة جريئة لها على "انستقرام"، من قبل متابعين رأوا أنّه لم يربّ أولاده على الطريقة الشرقية، اختار كعادته التجاهل.
لا يدلي عمرو بتصريحات صحافية، ولا يظهر في مقابلات تلفزيونية، ولا يصدر بيانات توضيح، ولا تبرير، بل يحتفظ بغموضه بعيداً عن الأضواء، ما جعل لشخصيته سحراً خاصاً لم تنل منه الأضواء.
مروان خوري
رفض الفنان مروان خوري دخول عصر السوشال ميديا من أوسع أبوابه، فظلّ حذراً في التعاطي مع الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، محتفظاً بعزلته بعيداً عن الأضواء.
مجمل ما يكتبه مروان عبر حساباته الخاصة على السوشال ميديا يندرج في إطار الهام والضروري، من توضيح، وإعلان عن مشاريع فنية، وتهنئة وتعزية، وغيرها من أمور المجاملات.
مرّة واحدة استخدم مروان منبره ليردّ بقسوة على حملة مشبوهة شنّت ضدّه، التزم بعدها سياسة التجاهل.
يفضّل مروان الابتعاد عن الأضواء، مقابلاته الصحفية والتلفزيونية نادرة، حتى ظهوره في المناسبات العامّة قليل. نجح في الاحتفاظ بأخباره الشخصيّة بعيداً عن الإعلام، ما أكسب شخصيته غموضاً زاده هيبة فرّط بها كثيرون عندما اعتقدوا أنّ كثرة الظهور ضرورية في عصر التواصل الاجتماعي.
وائل كفوري
منذ ظهوره حرص وائل كفوري على الابتعاد عن الأضواء، بنصيحة من المخرج سيمون أسمر الذي رأى في احتجاب الفنان عن الإعلام والصحافة وسيلة في خلق هالة لشاب موهوب.
ورغم انفصاله عن الأسمر، حافظ وائل على المسافة بينه وبين الإعلام، حتى أنّ المقابلات التي ظهر بها معدودة.
تعرّف الجمهور إلى شخصيته أكثر في برنامج "أكس فاكتور"، وبعده في برنامج "أراب أيدول"، وبدا أنّ وائل يجيد الغناء أكثر مما يجيد تنميق الكلام وهو لم يدّعِ العكس.
على مواقع التواصل الاجتماعي، حضور وائل شبه معدوم، يكتب أحياناً أبيات شعر، إلا أنّه لا يصدر أي بيانات توضيحيّة حتى عندما تطاله الشائعات شخصياً، لا يعلّق على أي حدث ولا يكتب أي تغريدة شخصيّة إلا نادراً. يعتبر وائل أنّ سرّ تألّقه هو ابتعاده عن الأضواء، وتواجده بأعماله الفنية لا أخباره الشخصيّة التي نجح في إبقائها بعيداً عن أعين المتطفلين، لدرجة أنّ جمهوره لم يعرف بخبر زواجه إلا قبيل ولادة ابنته الأولى.
كاظم الساهر
قبل برنامج "ذا فويس"، كان الفنان كاظم الساهر شبه غائب عن الأضواء، مقابلاته نادرة وحضوره على مواقع التواصل الاجتماعي قليل، حتى أنّ حساباته سلّمها إلى شركة متخصّصة هدفها الترويج لأعماله فحسب.
اعترف كاظم أنّ البرنامج صالحه مع الأضواء، وكسر لديه حاجز الخجل الذي كان يدفعه إلى الهروب منها، إلا أنّ حضور الساهر لم يتعدّ حدود دوره كمدرّب في البرنامج، بعيداً عن الاستعراض ومحاولة خطف الأضواء من زملائه.
زاهد بالشهرة والأضواء مقولة تنطبق على كاظم، الذي أبقى حياته الخاصة بعيدة عن الإعلام، إلى أن تسرّب خبر خطوبته فاضطر للكشف عنه شخصياً دون الدخول في تفاصيل يعتبرها ملكه.
هو الحاضر الدائم بأعماله الغائب الدائم بابتعاده عن أضواء حرص على ألا تحرقه ونجح.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
