"المليونير الخفي" هو اللقب الذي عرف به الفنان الراحل علي الكسار الذي تحلّ اليوم ذكرى ميلاده وأما سبب ملاصقة هذا اللقب الغريب له في حياته، فكان بسبب امتلاكه ثروات لم يستعرض بها يوماً أو يتعامل مع الآخرين بتعالي بل كان يفضل دائماً التواضع وعدم استعراض ممتلكاته.
ولد الفنان الراحل في الثالث عشر من شهر يوليو عام 1887 وحقق نجاحاً كبيراً من خلال أعماله الفنية مثل "سلفني ثلاثة جنيه" و"علي بابا والأربعين حرامي" و"نور الدين والبحارة الثلاثة" وغيرها.
عاش الكسار حياة الملوك بسبب حصوله على واحد من أعلى الأجور في السينما المصرية في ذلك الوقت. وكان منافساً قوياً لعدد من كبار نجوم الوطن العربي أبرزهم نجيب الريحاني الذي كان يعتبر الكسار منافسه الأول والأقوى. واستمرت حياة الكسار على هذه الوتيرة سنوات طويلة عاش خلالها حياة رغدة لكنها لم تستمر كثيراً بعد أن بدأ نجمه في الأفول مع ظهور أجيال جديدة من الممثلين منهم اسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي وغيرهما.
في تلك الأثناء بدأ المنتجون في الانصراف عن الكسار. فبدأت الديون تتراكم عليه بشكل أفقده القدرة على الحياة بنفس الشكل الذي اعتاد عليه. فبدأ في تغيير محل إقامته واستبدال منزله بآخر أصغر توفيراً للنفقات. ووصل به الحال إلى حياته في أواخر أيامه في نصف غرفة بالمشاركة مع شخص آخر لأنه لم يجد ثمن إيجار منزل كامل أو حتى غرفة منفصلة يعيش فيها بمفرده. وظل الحال ينحدر به حتى وصل في أواخر أيامه إلى أنه لم يجد ثمن العلاج بعد إصابته بمرض سرطان البروستاتا. واضطر لدخول أحد المستشفيات الحكومية وتلقي العلاج فيه حتى وافته المنية على سرير في غرفة مشتركة من الدرجة الثالثة داخل مستشفى للعلاج بالمجان، فكانت نهاية مأساوية أحزنت الكثيرين من محبي النجم الكوميدي الذي طالما أسعد الملايين بفنه.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي