إخوة يوسف عندما كانت لهم مصلحة مع أبيهم، قالوا: أخانا.. وعندما انتهت المصلحة قالوا: ابنك. يتغيّر الخطاب عند الكثيرين عندما تتغير المصالح، فالمصالح سياسة... والسياسة مصالح، وكل إنسان هو عبارة عن مجلس أمن دولي؛ تصدر قراراته وفقًا لمصالحه، التي يغلّفها بسلوفان المبادئ.
المشكلة أن كل الناس أصحاب مبادئ عندما يتكلمون، وكلهم أصحاب مصالح عندما يُعملون هذه اللغة المتحركة الموجودة عند كثيرين بمقاسات مختلفة، حسب المقاس، وحسب ظروف الطقس والأحوال الجوية، وحسب الزمان والمكان، وحسب الطلب..
يتغير المقال بحسب هوى المقام!! يستخدمها بشكل أكثر السياسيون، والناس كلهم سياسيون بدرجة أو بأخرى، فالكل يمارس هذه اللغة، فقد تكون أهدافنا نبيلة أحيانًا؛ لأننا نريد أن نكسر الباطل، وننتصر للحق كقيمة، وقد تكون أهدافنا غير نبيلة؛ عندما نحاول أن ننتصر لأنفسنا، بغض النظر عن معركة الحق والباطل.. فيكون انتصارنا في واقعه هزيمة لنا أكثر من كونه انتصارًا، لذلك نجد أنفسنا في صراع يومي مرير مع ما نؤمن به من قيم... ومع ما نريده من مصالح!
قال الأمير الشهابي لخادمه يومًا: تَميل نفسي إلى أكلة باذنجان.
فقال الخادم: الباذنجان! بارك الله في الباذنجان.. هو سيد المأكولات، شحم بلا لحم، سمك بلا حسك، يؤكل مقليًا، ويؤكل مشويًا، يؤكل كذا، ويؤكل كذا!
فقال الأمير: ولكن أكلت منه قبل أيام فنالني كَرْب (أي توجعت منه).
فقال الخادم: الباذنجان! إنه ثقيل غليظ نفّاح.
فقال الأمير: ويحك! تَمدَحُ الشيءَ وتذمّه في وقت واحد؟!
إنها حقيقة... تغير المقال بحسب هوى المقام!!
شعلانيات:
* نبدأ الرحلة بشعار (سأغير العالم) ثم في منتصفها ندرك أن أقصى ما بوسعنا ألا يغيرنا العالم!
* لا تفرح بكثرة الأصدقاء، فبعضهم مثل (برواز الصورة) مع أول سقوط ينكسر!
* المكسب الحقيقي خسارة أصدقاء المصالح!
* هكذا الأصدقاء... كثيرون ثم قليلون، فقليلون حتى لا يتبقى معك إلا من كان الأصدق بينهم!