العطاء يجعل الحياة أجمل، يضيء الزوايا المظلمة في حياتنا، إنه الينبوع الذي يسكب شلال النور ليس فقط على من حولنا، بل حتى في داخلنا. بقدر ما نعطي بقدر ما نسعد. العطاء يطهّر النفس، ويقلّص الأنانية الموجودة فينا. وهو أبسط الطرق للشعور بالرضا عن الذات.
العطاء لا ينحصر في الجانب المادي، بل يتجسد في أشياء أبسط، وربما أكثر تأثيراً. فالكلمة الطيبة والابتسامة، عطاء تكلفته بسيطة، ولكن تأثيره كبير. ونجد الأشخاص الذين يعتادون العطاء في حياتهم، هم الذين يضفون لمسة حانية على حياتنا اليومية، وتراهم سعداء من داخلهم، بسيطين في تعاملهم، لكنهم مؤثرون في غيابهم.
ننسى في زحمة إيقاع حياتنا اليومي أناساً يحتاجون منا كلمة حب ومشاعر صادقة، نعتقد أن هناك أولويات أهم، ونكتشف في لحظة ما، كم كنا مخطئين ومتوهمين، وكم هذه الأمور في بساطتها مهمة وأساسية.
الاهتمام بمن حولنا سلوك إنساني يرقى بمشاعرنا، ويفتح لنا أبواب السعادة. فالشعور بالآخر يمنحنا الفرصة لمد جسور التواصل، وتقليص المسافات مع الآخرين. يجعل للحياة معنى وقيمة. بينما تجاهل الآخر وتناسيه، هو ظلم لأنفسنا، قبل أن يكون ظلماً للآخر. فالانغلاق على الذات وحب الأنا المفرط يمهدان الأرضية لشعور دفين بالإحباط ، لا تخفيه المظاهر الخادعة، ولا تعوضه النزعة الاستهلاكية المفرطة.
إن معدن الإنسان الحقيقي يتضح في تعامله مع الآخرين. فالشخص الصادق يتعامل بنفس المبادئ سواء في تعامله مع مسؤول كبير أو مع عامل بسيط. فالقيم والمثل واحدة، وتطبيقها يكون على الجميع. هؤلاء الأشخاص يكشفون لنا عن الوجه الجميل لهذا العالم، ويبثون فينا الأمل لمستقبل أجمل، وغد أفضل
اليوم الثامن:
السعادة ليست كم أخذت ...
بل في رضى النفس عند العطاء.