كل إنسان يخفي في داخله شخصية ربما تختلف عن تلك التي يظهرها للملأ، ولعل الكثير يعدّ ذلك من الأمور الخاصة التي يجب ألا يتدخل بها أحد، ولا يحاول تغييرها. لكن ماذا لو كانت هذه الشخصية الخفية قد تسبب الأذى للآخرين، أو تخدعهم بإظهار عكس ما تخفيه؟ ويعدّ الشخص السيكوباتي من الأشخاص الذين يجب علينا أخذ الحذر والحيطة عند التعامل معه.
ما المقصود بالسيكوباتية؟
بداية توضح لنا المستشارة التربوية "نجلاء ساعاتي" بأنّ السيكوباتية هي مشكلة نفسية اجتماعية صحية وقانونية تؤثر تأثيرًا سلبيًا على المجتمع.
صفات الشخصية السيكوباتية
تتميز الشخصية السيكوباتية بعدوان شديد وذكاء غير عادي مسخر للشر وتفريغ ما بداخله من عدوانية شديدة، ومن الخارج يتميز بالتمويه باستخدام العبارات الجميلة، وهو مخطط جيد لأعمال الشر والدمار والتخريب، علمًا بأنّ هذا الشخص لا يوجد لديه أي شعور بالذنب، أو الخزي".
ما الذي يجعل الشخص سيكوباتيًّا؟
هذه الشخصية هي نتاج لتربية قاسية، وغالبًا تظهر بسبب عدم وجود الأبوين، وتعرض الطفل للكثير من القهر والظلم والاعتداءات المتكررة.
كيف يتم اكتشاف الشخص السيكوباتي؟
نستطيع اكتشاف الشخصية من خلال التصرفات والسلوكيات، فهو إنسان يكذب دائمًا؛ ليس بسبب الخوف وإنما يكذب لمجرد الكذب نفسه، ورغم أنها شخصية جذابة من الخارج من حيث العبارات والشكل الخارجي إلا أنها شخصية تتلاعب وتحتال كثيرًا، وليس لديها أي تعاطف ولا تشعر بتأنيب الضمير، كما أنها تستأسد على الآخرين، وتتمتع بإيذائهم لفظيًّا وجسديًّا وجنسيًّا. وهي شخصية متطاولة على كل القوانين والأنظمة والحدود".
ويؤكد علماء النفس أنّ سمات الشخصية السيكوباتية تبدأ بالتشكّل قبل سن الخامسة عشرة وعند سن الثامنة عشرة، أي في مرحلة المراهقة، لذلك يمكن التعرف على شخصيته بسهولة، نظرًا لوجود عدة علامات تحكي عنها.
هل من الممكن التعامل مع الشخص السيكوباتي؟
ربما يعتقد البعض أنّ التعامل مع الشخص السيكوباتي صعبًا أو مستحيلًا إلا أنّ هذا الاعتقاد خاطئ، حيث بينت الأستاذة "نجلاء" أنه وبعد التوكل على الله وتوكيل أمر علاجه له _عز وجل_ والدعاء له دائمًا وأبدًا لابد من محاولة إيقاظ الضمير والمشاعر لديه وذلك من خلال تقوية جانبه الروحي عن طريق الكتب، أو اللقاءات الدينية، وأداء الفروض والمناسك الدينية، والتحدث أمامه عن عظمة الله، وأنّ المؤمن مبتلى، ومرور الإنسان بتجربة قاسية هي فائدة له ليظهر القوة الإيجابية وليست السلبية.
ما مدى الأذى الذي قد يلحقه السيكوباتي بالشخص الذي يتعامل معه؟
الشخصية السيكوباتية تعتمد على الأذى لكل من حولها سواء في العمل، أو المنزل، أو المجتمع، فهي سريعة في اتخاذ القرارات القاسية والمؤلمة، ولا تعترف بآلام الناس، وترى أنها الوحيدة التي تعرضت للألم، وتتلذذ بظلم الناس المحيطين بها.
ما علاج الشخصية السيكوباتية؟
بعد اللجوء إلى الله، وطلب العون منه فإنه يمكننا مساعدة الشخصية السيكوباتية عن طريق:
• أولًا: العلاج النفسي
ويتم اللجوء إليه عندما تتسلط الأضواء على هذه الشخصية، وتشعر بأنه محاصرة، وتبدأ بالاعتراف أنّ لديها مشكلة.
• ثانيًّا: الأدوية
غالبًا ما يتم صرف مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، ومثبتات المزاج ولكن يجب الحذر الشديد؛ لأنه من الممكن أن يتعرض الشخص للإدمان على هذه الأدوية.
• ثالثًا: مهارات أفراد العائلة
من الضروري عند اكتشاف الأسرة للشخصية السيكوباتية من استشارة المعالج النفسي الذي سيعطيهم النصائح للتعامل معه، وكذلك تزويد العائلة بخطة للعلاج وزيادة المهارات الإيجابية.
السيكوباتي زوج وأب فاشل
من وجهة نظر علماء النفس فإنّ الإنسان السيكوباتي هو زوج وأب فاشل في إدارة حياته وأسرته نظرًا لسلوكه الجنسي المضطرب، وعلاقاته غير الشرعية التي لا تنتهي، لذلك يتسم بالشذوذ الجنسي أيضًا.
وهو باختصار أستاذ الكذب ومختلق الأعذار لتبرير أفعاله السوداء، والمتلذذ بإيذاء الآخرين والسيطرة عليهم، وسرقتهم دون الحاجة الفعلية للمال.